وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 7 – 7 – 2025 المنتخب الوطني للسيدات تحت 23 عاما يخسر أمام تونس موسكو تعرض المساعدة في حل الخلافات بخصوص برنامج طهران النووي ارتفاع حصيلة شهداء لقمة العيش في غزة إلى 751 شهيدا وأكثر من 4900 إصابة حماس ترفض الاتهامات الأميركية بالضلوع في هجوم على موقع إغاثة بغزة الطوارئ السورية: تضرر 10 آلاف هكتار من الغابات بالحرائق.. والوضع صعب مدير شباب جرش يواصل جولاته على المرافق التابعه للمديريه مهرجان جرش يحذر من جهات غير رسمية تبيع التذاكر وزير الإدارة المحلية يقرر تشكيل اللجان المؤقتة للبلديات ومجالس المحافظات - اسماء بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية نقيب الصحفيين الأسبق سيف الشريف في ذمة الله وزير الإدارة المحلية : قرار تشكيل اللجان البلدية سيصدر الاثنين راكب سوداني عالق منذ 41 يوما في مطار إسطنبول بسبب قيود الدخول وغياب الحلول بعد 26 عاما.. شابة تركية ترد جميل والديها بطريقة غير متوقعة أثارت تفاعلا كبيرا بدائل للملح في النظام الغذائي

القسم : مقالات مختاره
ليس على محمل الاتهام
نشر بتاريخ : 8/30/2021 3:08:45 PM
ماهر ابو طير


لم يعد خبراً جديداً، بل بات خبراً يومياً، يتم المرور عليه، بسرعة، هذا اذا وجد من يقف عنده أساسا، بعد ان وصل الإرهاق في العصب العربي العام، الى درجة كبيرة جداً، ولافتة للانتباه.

يوم امس الأحد يقتحم مستوطنون ومتطرفون المسجد الأقصى، بحماية الشرطة الإسرائيلية، وهذا الاقتحام لم يعد نادراً، بل يوميا، ولا يجد هذا الملف سوى بيانات التنديد المعتادة، التي لا تقرأها إسرائيل، فهي مجرد تعبير عن الموقف وكل شيء يمضي كما كان.

السؤال المطروح هنا، وبحاجة الى إجابة، يتعلق بالسبب الأساس الذي يمنح المستوطنين القدرة على اقتحام الأقصى، على الرغم من وجود حراس في المسجد الأقصى، وأوقاف القدس، ولا بد من إجابة محددة هنا، عن السبب الذي يمنع هؤلاء من وقف الاقتحام من أساسه، واغلاق البوابات، في وجه موجات الاقتحام، حتى لو أدى ذلك الى مواجهات.

هذا جانب يتوجب شرحه، لأن كثرة تسأل عن السبب الذي يمنع حراس الأقصى، من وقف اقتحامات المستوطنين، واذا ما كان يرتبط بمحاولة لتجنب التصعيد داخل الحرم القدسي، او بسبب وجود الجيش الإسرائيلي، او أي سبب آخر، قد لا يراد شرحه علنا لحساسيته.

الكلام هنا ليس على محمل الاتهام، بل على بساط الرغبة بمعرفة السبب فقط، ولا احد ينكر دور اوقاف القدس، ولا الدور الكبير على حراس الأقصى، امام هذا الوضع، فنحن نحترمهم، ولا نزيد على احمالهم، حملا جديدا، بتوجيه الاتهامات والغمز من قناتهم لا سمح الله.

هذه الاقتحامات اليومية، باتت تعني بشكل واضح، تقاسما زمنيا للحرم القدسي، والذين كانوا يحذرون طوال عمرهم، من التقاسم الزمني، او المكاني، عليهم ان يرووا اليوم ان تحذيراتهم باتت واقعا، فنحن امام تقاسم زمني، لوقت قصير للغاية، سيؤدي لاحقا الى تقاسم زمني لفترة أطول، والتقاسم الزمني الأطول سيرتبط مع التأسيس للتقاسم المكاني، وفقا للمخطط الذي يريد اقتسام الحرم القدسي في الحد الأدنى، او السيطرة الكلية عليه، اذا تم التمكن من ذلك، في أي توقيت لاحق، تكون فيه الظروف مهيأة بشكل او آخر.

السوار الشعبي في القدس، وقف مرارا ضد الاحتلال، ولهم وقفات مشهودة، وهم أيضا حماة الأقصى، لكن الواضح ان إدارة الاحتلال للموقف تعزز عملية الدخول الى المسجد الأقصى، خلال غياب المصلين، او انشغالهم في بيوتهم واعمالهم، بحيث تبقى حدة الاقتحامات متواصلة، لكن صغيرة ومنخفضة، حتى لا تؤدي الى انفجار الغضب مجددا، مثلما شهدنا ذلك نهاية رمضان الماضي، وهذه السياسة مؤقتة، ستأتي بعدها تطورات في غاية الخطورة.

ما يراد قوله هنا، إن القبول والخضوع لفكرة الاقتحامات اليومية، لوقت قصير، امر سيقود الحرم القدسي الى مرحلة حساسة جدا، وهذا يفرض على اوقاف القدس، وحراس الأقصى، منع الاقتحامات، مهما كانت النتيجة، مثلما يفرض على اهل القدس أيضا، عدم الاعتياد على الاقتحام اليومي باعتباره حدثا قصيرا وسيمر، عبر تكريس القسمة الزمنية، وصولا للقسمة المكانية، إضافة الى ان الأخطر هنا، ان هذا الموقع يعد إسلاميا، لكن يراد تغيير هويته، على طريقة الحرم الابراهيمي في الخليل حيث التقاسم الزمني والمكاني، وبما يؤدي الى شطب هوية هذه المدن، أي القدس والخليل، في سياقات إنتاج هوية جديدة للمدن، في سياقات الاحتلال، وسيطرة الرموز التي ينتجها، لتغيير كل هوية فلسطين التاريخية.

لقد تعبنا ونحن نحذر، وغيرنا يحذر، أيضا، لكن العالم العربي، مشغول بكل شيء، عدا هذه القضايا، وكأنه يعترف بضعفه، ويكاد ان يقول لك، ان للبيت ربا يحميه، في سياق الضعف، وإعلان العجز، واذا كان رب البيت يحميه حقا، فإن علينا واجب التذكير، ليل نهار، فهذه مواقع ليست ملكاً لشعب، بل فيها حقوق أمة، أيضا، وهي امة عليها واجب كبير، نرى اليوم، ان الكل يتنصل منه، ويتعامى عن كلفته، في ظل ظروف صعبة يعيشها الفلسطينيون.

عن الغد

 


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023