وزيرا المياه والطاقة يكشفان عن سلسلة تفاهمات ومباحثات مع سوريا وزير المياه: سد الوحدة شمالي الأردن لم يمتلئ منذ سنوات الخارجية تتابع وفاة 3 أطفال أردنيين بحادث سير في السعودية وزير الطاقة السوري: زيادة كميات الغاز التي سترسل عبر الأردن إلى سوريا الأردن وسوريا يبحثان تشكيل فريق مشترك لرفع قدرة الربط الكهربائي الموافقة على تسوية 858 قضية عالقة بين مكلفين والضريبة انتهاء المهلة القانونية لمنتحلي صفة صحفي أو إعلامي الموافقة على أسس جديدة لغايات منح المستثمرين الجنسية أو الإقامة اللواء الحنيطي يلتقي قائد القيادة المركزية الأميركية مناقشة رسالة ماجستير في إدارة الأعمال الدولية بجامعة جرش للباحث العنزي "هيئة الطاقة" تتلقى 388 طلبا للحصول على تراخيص خلال أيار الماضي وزير الصحة يفتتح مركز صحي الشوبك الشامل رئيس النيابة العامة يقرر حظر النشر في قضية التسمم الكحولي ترامب: "إسرائيل" وافقت على شروط هدنة في غزة مدتها 60 يوما المقاومة الفلسطينية في غزة تُكبد الاحتلال خسائر فادحة خلال حزيران

القسم : مقالات مختاره
ذعر العرب من الرئيس
نشر بتاريخ : 11/10/2016 11:42:55 AM
ماهر ابو طير
ماهر ابو طير

يثير وصول دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية، ذعر العالم العربي، هذا على الرغم من ان الكل يعرف ان الحملة الانتخابية وشعاراتها، تختلف تماما عن حكم الولايات المتحدة.

برنامج ترامب لايمكن تحويله كليا الى واقع، فأي رئيس جديد للولايات المتحدة، محكوم بعوامل معينة تضبط اداءه، من مجلس النواب والكونغرس، مرورا بمؤسسة الامن القومي، بكل اجنحتها العسكرية والامنية، وصولا الى الرأي العام الاميركي، والقوى الصناعية والاقتصادية والعسكرية.

في معادلة ترامب نقاط قوة لصالحه، ابرزها النواب والكونغرس، وهو مقيد ضمنيا، برؤية المخابرات المركزية الاميركية ووزارة الدفاع، وقوة اخرى لها شراكتها في القرار في الولايات المتحدة الاميركية، وهذا يعني ان لاصلاحية مطلقة للرئيس في اميركا، فهو يخضع لاعتبارات كثيرة، دون ان يمنع ذلك بطبيعة الحال، من قدرته على صياغة مواقف او قرارات، مختلفة، عن سابقيه.

اغلب الرؤساء الاميركان لم يحققوا الا جزءا محددا من برامجهم الانتخابية، اذ بعد الوصول الى البيت الابيض، يبدأ الرئيس بالخضوع التدريحي لاراء المستشارين، وتوجهات مؤسسات القرار الاخرى، والدراسات والتقييمات، فتبدأ سرعة اي رئيس اميركي بالانخفاض، مقارنة بسرعته حين كان مرشحا، فهو الان مطلع على اسرار وتفاصيل كثيرة، تجعله يغير بوصلته السياسية.

في حالة ترامب، لايمكن القول انه سيخضع كليا لكل هذه التأثيرات، اذ هناك مساحات سوف يتحرك فيها، بدعم من تغييرات على مواقع عدة في مؤسسة القرار في الولايات المتحدة، والمعروف هنا، ان كل رئيس اميركي جديد، يستعين بطاقم جديد، وهذا يعني ان ترامب لن يرث مؤسسة اوباما، بالمعنى الحرفي، وبالتالي، سوف ينتج طاقما يتبنى اراء اقرب الى توجهاته، هذا فوق تمدد الجمهوريين في مجلس النواب الاميركي والكونغرس، بما يدعمه بقوة.

نحن اذا امام تغيرات مقبلة على صعيد سياسات الولايات المتحدة الاميركية، لكنها تغيرات بطيئة، وليست بالسرعة التي يتوقعها الناس، لكن جبهات العلاقة مع دول الخليج العربي، وملفات سورية والعراق وايران، وغير ذلك، ستكون عرضة لاعادة انتاج بدرجات متفاوتة، اذ يستحيل ان تعادي الولايات المتحدة كل هذه المنطقة، اذا قررت هذه الادارة تتبع تصريحات ترامب، وتوجهاته، والاغلب ان هناك مقاربات سوف يتم تبنيها، تؤدي الى سياسة من نوع آخر، لكن المؤكد ان كل المنطقة، باتت عرضة لاعادة الصياغة، بطريقة مختلفة تماما، عما رأيناه الفترة الماضية.

ترامب لم يوفر احدا، اذ هاجم الروس واوروبا والناتو والعرب والمسلمين، ولم يترك احدا من نقده او تجريحاته، ولا يعقل ان تكون هذه هي سياسة الولايات المتحدة، بعد تعميده رئيسا مطلع العام المقبل، لكن ماهو مؤكد اننا ندخل عصرا صعبا جدا في العلاقات مع واشنطن، على كل الاصعدة، لا ينفع معه الاسترضاء، ولا التنازل، ولا تقديم مزيد من الخدمات لواشنطن، لان الواضح، ان واشنطن سوف تنزع الى ممارسة القوة العلنية، بطريقة مختلفة، تقول ان كل هذه المنطقة، لاقيمة لها الا بثرواتها، فقط، دون اي اهمية لاي شيء آخر.

ما سنراه بعد قليل، سياسة تقوم على تحديد اعداء واشنطن، وتحديد الاصدقاء، لان حملة ترامب، وضعت السعودية وايران في سلة واحدة، مثلما وضعت الناتو والاوروبيين والمسلمين في سلة واحدة، وهذا امر جنوني بحق، ولا يمكن ان يستمر عبر معاداة كل العالم بهذه الطريقة، ولحظة تحديد ملامح السياسة الاميركية الخارجية، تكون الادارة الجديدة، قد حددت، العدو الذي تريد اعتباره صديقا، والصديق الذي تريد تحويله الى عدو.
عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023