الحكومة تقرر مضاعفة موازنة اتحاد كرة القدم اعتبارا من العام المقبل وفاة جدة موسى التعمري رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء إيقاف ثنائي باريس لنهاية مونديال الأندية.. وعقوبة "مخففة" لمدافع ريال مدريد هویسن توقيع 6 اتفاقيات أردنية - كويتية في السياحة والتعليم والثقافة والعمل الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى غزة انطلاق فعاليات "عمان عاصمة الشباب العربي 2025" الحكومة تقترض 400 مليون دولار مؤسسة الضمان الاجتماعي توقع مذكرة للتوعية الصحية ومكافحة التدخين البنك الدولي: 950 ألف مستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية في الأردن "الإدارة المحلية" تنفي إدراج اسم شخص متوفى ضمن "مجلس المفرق" مدير "ضريبة الدخل" يحذر من اعداد برمجيات للتلاعب بالفوترة اصابة ٩ اشخاص بحريق منزل في ضاحية الرشيد عشرات الآف المتظاهرين في اسبانيا يشكلون خريطة بشرية لفلسطين - فيديو "محور موراغ".. آخر العقبات المتبقية لإبرام اتفاق وقف النار

القسم : بوابة الحقيقة
ما هذا "التنخيب"؟!
نشر بتاريخ : 11/25/2018 9:02:30 PM
أ.د. محمد الدعمي


يدرك الذين درسوا الثقافة الغربية والذين تخصصوا في حقبتها الحديثة بخاصة، أن لفظ “نخبة” Elite إنما قد طفا على سطح هذه الثقافة (أو الثقافات) على مراحل التغير الجذري والمخاضات التاريخية.

لذا، كان اللفظ رديفا للثورات قبل كل شيء: ففي سنوات الثورة الفرنسية ظهرت “نخبة” الفلاسفة الذين مهدوا الطريق للثورة، زيادة على نخبة الموسوعيين Encyclopaedists.

أما خلال أعوام الثورة الصناعية في بريطانيا الفكتورية، فقد تم تقديم المكافئ الإنجليزي لذلك، بعد أن خص كبار الشعراء والناثرين باللفظ elite، باعتبار استجاباتهم للتغيرات الجذرية التي أدخلتها “الماكينة” عنوة على الحياة المدينية والريفية هناك، إذ استخدمها عمالقة الفكر، خاصة “ماثيو آرنولد” Arnold أداة للتمييز بين سواد الناس وبين العقول المتضخمة لهؤلاء المفكرين من مرهفي الحساسية وفطني الاستجابة القلمية.

وما لبث لفظ “نخبة” أن أخذ بالتوسع على نحو كبير عبر الاستخدام الإعلامي في العالم الغربي: فأصبح الحديث من “النخب السياسية” و”نخبة الأغنياء”، أي “نخبة أصحاب الثروات الكبيرة” ممكنا، بل إن الإعلام استمرأ إطلاق لفظ: نخبة”، كما نفعل في العالم العربي اليوم، على كل من هب ودب من كل مجموعة بشرية يراد لها البروز على السطح: فأمكن الحديث عن نخبة الفنانين ونخبة الفنون المسرحية ونخبة الرياضيين والمعلقين الرياضيين…إلخ، بل وحتى “نخبة الطهاة” في مطاعم المدن الكبيرة.

وكالعادة، كانت الاستجابة العربية لهذا الميل إلى “التنخيب” اندفاعية، متكهربة وأحيانا عمياء، خاصة وأننا لم نكن نرتكن إلى ما ارتكن إليه الروس عندما شخصوا النخب الذكية، ربما على أو بعد سنوات ثورة أكتوبر البلشفية، فأطلقوا عليها لفظ “إنتليجنتسيا” intelligentsia. وهكذا، ذهب الإعلاميون العرب بعيدا في توظيف لفظ “نخبة” للساسة ولساسة الصدفة ولشيوخ العشائر والقبائل وللفنانين، بل وحتى للمذيعين والمذيعات، متعدين حدود اللفظ المعقولة، ومتشجعين بالتعامي الغربي في هذا المجال.

وقد لاحظت، شخصيا، أن الجميع يريدون ركوب إحدى قوافل النخب: النخبة الغنية، أو نخبة الصيارفة و”نخبة الراقصات الشرقيات” وربما نخبة الكناسين والزبالين (مع الاحترام لجميع الحرف والأعمال الخدمية).

وهكذا، فقد “جاوز الظالمون المدى”، ثانية، درجة أن أحد أصحاب الثروات الأسطورية قد “زعل” لعدم ذكر اسمه بضمن نخب أصحاب الثروات الأسطورية، متناسيا أن الثروة تفرض على أصحابها واجبات وأعمال خير، هي اعتراف ضمني بأن “هذا من فضل ربي”، وليس من “فضل عرق جبيني”!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023