"مصفاة البترول" تعيد طرح مشروع التوسعة الرابعة بكلفة 2 مليار دولار إعفاء المركبات المخلصة جمركيا قبل 28 حزيران من ضريبة المبيعات العامة- وثيقة استقرار أسعار الذهب على ارتفاع محليا اليوم الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة اجتماع لوزراء الخارجية في الدوحة يسبق قمة عربية طارئة أجواء حارة نسبيًا اليوم ومعتدلة حتى الأربعاء - فيديو الأردن يشارك في أعمال قمة عربية إسلامية طارئة بقطر لبحث العدوان "الإسرائيلي" النائب فريحات : قوى شد عكسي تسعى لإفشال التحديث السياسي - فيديو وزير الإدارة المحلية يطلع على خطط ومشاريع بلدية جرش الكبرى وفاة عامل وافد بصعقة كهربائية داخل معمل طوب بالأغوار الشمالية مادبا .. وفاة شاب سقط من مرتفع بمنطقة ماعين أمير قطر الشيخ تميم يزور الأردن نهاية الاسبوع الحالي التعادل يحسم قمة الحسين والفيصلي في إربد الصين تفتح تحقيقين بشأن التمييز والإغراق فيما يتعلق بالرقائق الأميركية أرسنال يكرّم وفادة ضيفه نوتنغهام فورست بثلاثية
القسم : بوابة الحقيقة
ألغاز الاستراتيجية الأميركية في سوريا
نشر بتاريخ : 6/3/2018 1:05:30 PM
د. محمد الدعمي

بقلم: د. محمد الدعمي

 

ينتقد المراقبون الحاذقون في الولايات المتحدة الرئيس دونالد ترامب بسبب عدم تشكيل والتزام استراتيجية أميركية ذات شخصية خاصة بإدارته تجاه الأحداث في الشقيقة سوريا، بدليل اعتماد مواقف متذبذبة تعكس حيرة واضحة المعالم عمّا ينبغي لواشنطن أن تفعله في سوريا، فتارة تعلن واشنطن بأنها لا ترغب في التورط بالحرب الأهلية الدائرة هناك منذ سنوات، وتارة تنتقد الرئيس الأسد فتوجه لحكومته الهجمات تلو الهجمات وعلى نحو يعكس سياسة “ارتجالية” لا يبدو بأنها ترتكن إلى استراتيجية واضحة المعالم.

 

ربما كان هذا التذبذب والارتجالية وراء الطرائق “اللعوب” التي اعتمدها الرئيس الكوري الشمالي في سياق متاهة من نوع آخر: يوجد اجتماع مع ترامب الشهر القادم، ولا يوجد اجتماع من هذا النوع في سنغافورة! وربما كان هذا التذبذب الأميركي في سوريا وراء التشبث بمواقف متشددة حيال البرنامج النووي الإيراني عبر الانسحاب منه وعبر التصعيد اللفظي بين إدارة ترامب، من ناحية، وحكومة الرئيس روحاني، من الناحية المقابلة. وبالنسبة لسوريا، ثانية، تعلن إدارة الرئيس ترامب بأنها لا تنوي الإقدام على محاولة إسقاط نظام الرئيس الأسد، ولكنها تكرر عدم رغبتها بعقد محادثات مباشرة مع حكومته، الأمر الذي يزيد من تعقيد إمكانيات التعامل مع الرئيس الكوري الشمالي، خاصة بعد تنويه نائب الرئيس الأميركي “بنس”، إلى إمكانية تتبع خطى ما فعلته واشنطن مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. هذا، بكل دقة، ما قاد لأن يفقد الرئيس الكوري أعصابه، باعتبار أنه تهديد مبطن بإسقاط نظامه، وهو نظام الأسرة التي ينتمي إليها، وتتوارثه منذ بداية عهدها مع جده “كيم إيل سونج” قبل عدة عقود.

 

تشير جميع هذه الارتجاليات إلى ما نؤكد عليه تكرارا عن عدم وجود استراتيجية أميركية، حيال الوضع في سوريا: فمن ناحية أولى، تريد هذه الإدارة الأميركية لجم دور إيران، كحليف لسوريا، كما أنها ترمي كذلك إلى بتر دور حزب الله اللبناني هناك، وهي (كما يبدو) تأثيرات ضغوط إسرائيلية على إدارة الرئيس ترامب.

 

إذا ما قررت الإدارة الأميركية عدم إسقاط نظام الرئيس الأسد، فإنها تقرر ضمنا بقاء الدور الإيراني في الحرب الأهلية هناك، كما أنها تقرر (ضمنا كذلك) تواصل فعل حزب الله هناك، فالقوتان الإيرانية والحزبية أعلاه لم تكن لتوجد هناك لولا بقاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد. هذاالخليطالعجيبمنسياساتإدارةالرئيسترامبفيسورياإنمايشكلمعاكساموضوعيامبهرامقارنةبالاستراتيجيةالتيتعتمدهاموسكوفيسوريا،الأمرالذييبررمساعدةالأخيرةعلىبقاءالأسدرئيساوإخفاقواشنطنعلىهزأركان نظامه من أجل طرد إيران والتخلص من تهديد حزب الله لإسرائيل.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025