نشر بتاريخ :
18/05/2025
توقيت عمان - القدس
11:10:43 PM
علاج مبتكر لأقراص العمود الفقري المتدهورة يحقق نتائج مبهرة ويؤجل الجراحة بنسبة 60%
أسفرت التجارب
السريرية لعلاج جديد يستهدف أقراص العمود الفقري المتدهورة عن نتائج واعدة للغاية،
حيث أظهر العلاج انخفاضًا كبيرًا في شدة آلام الظهر وتحسنًا ملحوظًا في وظيفة
الجسم. ووفقًا لما نشره موقع "New Atlas"
نقلًا عن دورية "BMC
Musculoskeletal Disorders"،
من المرجح أن يؤدي نجاح هذا الأسلوب العلاجي المبتكر إلى تأخير أو حتى منع التدخل
الجراحي لدى العديد من المرضى.
وتتكون
الأقراص الفقرية الموجودة بين فقرات العمود الفقري من نواة هلامية تُعرف باسم
النواة اللبية (NP)، محاطة بحلقة خارجية ليفية صلبة. ويساهم
المحتوى المائي العالي للنواة اللبية في عملها كممتص للصدمات وموزع للضغط في
العمود الفقري. ولكن مع التقدم في العمر أو التعرض للإصابة، تبدأ النواة اللبية في
التدهور، مما يؤدي إلى آلام ظهر مزمنة تُعرف باسم الآلام "قرصية
المنشأ".
وفي تطور واعد
في مجال الطب التجديدي، نشرت شركة تكنولوجيا حيوية أميركية متخصصة في هذا المجال
نتائج تجربة سريرية لعلاجها المبتكر "VIA Disc NP".
ويعتبر هذا العلاج إجراءً غير جراحي طفيف التوغل يهدف إلى ترميم أنسجة القرص
المتدهورة لعلاج آلام القرص، وقد أكدت نتائج التجارب السريرية فعاليته الكبيرة.
وأوضح
الباحثون أن "القدرة على التحكم بفعالية في آلام القرص القطني المزمنة لدى
مجموعة من المرضى لمدة عام كامل من خلال إجراء زرع نخاع عظمي داخل القرص الفقري،
قد ترجمت إلى تحسينات مستمرة في وظيفة الظهر".
ويتكون زرع
نخاع عظمي "VIA Disc" المتوفر تجاريًا من نخاع عظمي بشري
يتم الحصول عليه من أنسجة القرص الفقري المتبرع بها من أشخاص متوفين. ثم تُقطع
الأنسجة إلى جزيئات صغيرة ويتم تعقيمها. وعند الحاجة، يُعاد تكوين نخاع عظمي
المتبرع به باستخدام 2 مل من محلول ملحي معقم ويُحقن مباشرة في القرص الفقري
المتدهور (أو الأقراص المتدهورة). ويتم إجراء العملية والمريض مستيقظ ولكنه تحت
تأثير التخدير الموضعي في موضع الحقن. ويمكن للمرضى العودة إلى منازلهم في نفس
اليوم واستئناف أنشطتهم الطبيعية في اليوم التالي للعملية.
وقد تضمنت
الدراسة متابعة إلزامية للمرضى بعد أربعة أسابيع من العملية، مع متابعات إضافية
بعد ثلاثة وستة واثني عشر شهرًا. وكان الهدف الرئيسي هو قياس مدى التحسن في شدة
آلام الظهر ووظيفة الظهر خلال هذه الفترات الزمنية.
وقد أبلغ ما
يقرب من 60% من المشاركين في الدراسة عن انخفاض درجة شدة آلام الظهر لديهم إلى
ثلاثة أو أقل على مقياس الألم لمدة 12 شهرًا بعد العلاج. وأشار الباحثون، في إشارة
إلى نتائج دراستهم التجريبية المنشورة في دورية "Pain Physician"، إلى أن "النتائج تؤكد وتوسع
نطاق تقرير المتابعة السابق الذي تم إجراؤه لمدة ستة أشهر لهذه المجموعة الدراسية.
ولم يلاحظ أي تراجع إضافي في فعالية العلاج بين ستة أشهر و12 شهرًا".
وقد تم
الإبلاغ عن آثار جانبية خفيفة إلى متوسطة الشدة مثل ألم أسفل الظهر وتشنجات عضلات
الظهر وآلام في الفخذ، والتي قد تكون مرتبطة بالمنتج أو الإجراء نفسه. وقد تعافى
جميع المرضى من هذه الآثار الجانبية. كما تم الإبلاغ عن أثر جانبي خطير واحد فقط -
التهاب في موقع الحقن - والذي كان مرتبطًا بالإجراء وتم علاجه لاحقًا. ولم تكن
هناك حاجة لأي تدخلات جراحية ثانوية.
وقد صرح
الباحثون بأن نتائجهم تحمل أهمية كبيرة لمستقبل علاج آلام الظهر، موضحين أن
"مدة فعالية العلاج لها آثار مهمة على إمكانية [نجاح] علاج النواة اللبية
داخل القرص في تأخير الخيارات الجراحية الأكثر توغلاً، مثل رأب القرص أو دمج
العمود الفقري باستخدام الأدوات الجراحية".
الحقيقة
الدولية - وكالات