نشر بتاريخ :
17/05/2025
توقيت عمان - القدس
10:17:15 PM
توصل فريق من
الباحثين في جامعة تسوكوبا اليابانية إلى أن مركب الثيامين رباعي هيدروفورفوريل
ثنائي الكبريتيد (TTFD)، وهو أحد المشتقات الشائعة
لفيتامين B1 (الثيامين)، يمتلك تأثيرًا
ملحوظًا على نشاط الدماغ والجسم.
وأظهرت نتائج
الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم الفسيولوجية، أن مركب TTFD
يتمتع بالقدرة على تعزيز النشاط البدني وتحفيز حالات اليقظة، مما يشير إلى تأثيره
المحتمل على رفع مستويات الإثارة العصبية.
ويُعد TTFD مركبًا مُعدلاً كيميائيًا بهدف تحسين امتصاص
الثيامين عبر الأنسجة المختلفة في الجسم. ويُستخدم على نطاق واسع في الوقت الحالي
كمكمل غذائي لدعم مستويات الطاقة، حتى في المجتمعات التي نادرًا ما تعاني من نقص
في هذا الفيتامين الأساسي.
وتعود الأهمية
التاريخية لفيتامين الثيامين إلى ارتباط نقصه بظهور حالات مرضية خطيرة، مثل مرض
"البري بري". وقد شكل تطوير مشتقاته في خمسينيات القرن الماضي تطورًا
هامًا في علاج هذه الأمراض.
وفي إطار
الدراسة الحالية، قام الباحثون بحقن مجموعة من الفئران بمادة TTFD عن طريق الحقن الصفاقي، وهي طريقة شائعة في
التجارب الحيوانية لتوصيل الأدوية بسرعة إلى الجسم. ثم قاموا بتقييم تأثيرات هذا
المركب على دورات النوم واليقظة والنشاط البدني للفئران، وذلك باستخدام تقنيات
متقدمة مثل تخطيط كهربية الدماغ (EEG) وتخطيط
كهربية العضل.
وكشفت النتائج
بوضوح أن مركب TTFD يعزز بشكل ملحوظ حالة اليقظة لدى الفئران
ويزيد من مستوى حركتها ونشاطها البدني.
وقد أشارت
أبحاث سابقة إلى أن TTFD يعمل على رفع مستويات الدوبامين في منطقة
القشرة الجبهية الأمامية الإنسية لدى الفئران، وهي منطقة دماغية تلعب دورًا هامًا
في تنظيم السلوك التحفيزي. ويُعتقد أن هذا التأثير مرتبط بتنشيط مناطق عصبية
رئيسية أخرى في الدماغ، مثل المنطقة السقيفية البطنية (VTA)
والموضع الأزرق (Locus
coeruleus)، وهما
مركزان عصبيان معروفان بدورهما الحيوي في تنظيم الإثارة والانتباه.
ويعتزم فريق
البحث مواصلة استكشاف الآليات العصبية الدقيقة التي تكمن وراء هذا التأثير المنشط
لمركب TTFD. وقد تفتح هذه الأبحاث آفاقًا جديدة
لاستخدام هذا المركب في دعم مستويات الحيوية واليقظة في الحياة اليومية للإنسان،
وربما في تطوير علاجات لبعض الاضطرابات العصبية في المستقبل.
الحقيقة الدولية
- وكالات