القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
13/05/2025
توقيت عمان - القدس
5:39:44 PM
عمر البطارية.. المعضلة المستمرة في هواتف آيفون وسامسونغ الذكية رغم التطور الهائل
رغم التحولات
الجذرية التي طرأت على الهواتف الذكية، بدءًا من الشاشات القابلة للطي وصولًا إلى
الكاميرات المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لا يزال عمر البطارية يشكل
نقطة ضعف رئيسية ومصدر إزعاج مستمر لمستخدمي هذه الأجهزة.
فبينما تحقق
شركات مثل "أبل" و"سامسونغ" تقدمًا مذهلاً في مجالات تصميم
الهواتف وقوة المعالجة، فإنهما تصران على الحفاظ على سعات بطاريات لم تشهد قفزات
نوعية حقيقية منذ سنوات طويلة، وذلك بحسب تقرير نشره موقع "gizmochina" واطلعت عليه "العربية Business".
يثير هذا
الأمر تساؤلات جوهرية حول الأسباب الكامنة وراء عدم إعطاء الأولوية لزيادة سعة
البطاريات في الهواتف الرائدة لهذه الشركات. ففي عصرنا الحالي، بات بإمكان
المستهلك اقتناء هواتف ذكية مزودة بأحدث التقنيات المذهلة، مثل المعالجات فائقة
السرعة، والشاشات المبتكرة القابلة للطي، وأدوات الذكاء الاصطناعي المدمجة التي
تسهل العديد من المهام، وحتى العدسات القادرة على التقاط صور فائقة الوضوح للقمر.
ولكن، بالرغم
من كل هذه القدرات الهائلة، لا تزال أكبر شركتين في عالم صناعة الهواتف الذكية
تحافظان على سعات بطاريات متواضعة لا تتجاوز في أغلب الأحيان حاجز الـ 5000 مللي
أمبير. فعلى سبيل المثال، يأتي هاتف iPhone 15 Pro Max
ببطارية بسعة 4441 مللي أمبير فقط، بينما يحتوي هاتف Galaxy S25 Ultra على بطارية بسعة 5000 مللي أمبير لا أكثر.
ومن اللافت
للنظر أن هذه السعات لم تشهد تغييرات جذرية مقارنة بالسنوات الماضية، على الرغم من
التضاعف الكبير في استهلاك الطاقة الناتج عن استخدام شاشات ذات معدل تحديث عالٍ
يبلغ 120 هرتز، وتسجيل الفيديو بدقة 4K فائقة
الوضوح، وتشغيل الأنظمة الذكية التي تعمل باستمرار في الخلفية.
ويرى بعض
المحللين أن التركيز الشديد على تصميم الهواتف النحيف والأنيق يقف عائقًا أمام
زيادة سعة البطاريات. فشركة "أبل"، التي تولي اهتمامًا بالغًا لجمالية
أجهزتها، تفضل على ما يبدو تخصيص أي مساحة إضافية داخل الهاتف لتطوير الكاميرات أو
استخدام مواد فاخرة مثل التيتانيوم في صناعة الهيكل.
أما شركة
"سامسونغ"، وعلى الرغم من مرونتها الأكبر في تصميم هواتفها، فإنها لم
تتجاوز بعد حاجز الـ 5000 مللي أمبير في هواتفها الرائدة، وهو رقم وصلت إليه
العديد من الشركات الأخرى المنافسة قبل أعوام.
ومن الجدير
بالذكر أن الشركتين لم تعتمدا حتى الآن على تقنيات البطاريات الجديدة التي تعتمد
على السيليكون والكربون، والتي تتيح إنتاج بطاريات ذات كثافة طاقة أعلى، وفترات
شحن أسرع، وأداء حراري أفضل. في المقابل، بادرت شركات صينية مثل "Nubia" إلى تبني هذه التقنيات المبتكرة،
وقدمت بالفعل أجهزة بسعات بطارية تفوق 7000 مللي أمبير دون أي زيادة ملحوظة في سمك
الهواتف.
وفي الوقت
الذي تُظهر فيه شركات مثل "شاومي" و"ريلمي" سرعات شحن فائقة
تتجاوز حاجز الـ 100 واط، لا تزال شركتا "أبل" و"سامسونغ"
متأخرتين بشكل ملحوظ في هذا المجال. وعلى الرغم من أن تقنية الشحن السريع يمكن أن
تساعد في تخفيف مشكلة نفاد البطارية، إلا أنها لا تغني عن الحاجة الأساسية إلى
بطارية ذات سعة أكبر، خاصة في ظل أنماط الاستخدام الحالية التي تستهلك الطاقة بشكل
كبير.
فالهواتف
الذكية اليوم لم تعد مجرد أدوات للاتصال، بل تحولت إلى مراكز بيانات محمولة متعددة
الوظائف. فهي تُستخدم في تتبع اللياقة البدنية، وتحرير مقاطع الفيديو عالية الدقة،
وتشغيل مساعدات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على استهلاك كبير للطاقة. ومع ذلك، لا
تزال سعات البطاريات تُدار بعقلية عام 2018.
ونتيجة لذلك،
يضطر المستخدمون إما إلى حمل شواحن وبنوك طاقة ضخمة وثقيلة، أو الاتجاه إلى شراء
هواتف من علامات تجارية أخرى تولي اهتمامًا أكبر بعمر البطارية الحقيقي للجهاز.
ويبدو أن
الوقت قد حان أكثر من أي وقت مضى لكي تبدأ شركتا "أبل"
و"سامسونغ" باتخاذ خطوات حقيقية وجادة في هذا الاتجاه، سواء من خلال
زيادة سعة البطاريات في هواتفهما من الفئة العليا، أو من خلال اختبار وتبني تقنيات
بطارية جديدة ومبتكرة في الأجهزة القابلة للطي التي تتيح مساحة أكبر لتضمين
بطاريات أكبر حجمًا.
الحقيقة
الدولية - وكالات