القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
30/04/2025
توقيت عمان - القدس
3:54:08 PM
وزير الاستثمار يكشف خطة 2025 لجذب الاستثمارات وتنافسية الأردن في منتدى الاستراتيجيات
أكد وزير
الاستثمار المهندس مثنى غرايبة، خلال جلسة حوارية نظمها منتدى الاستراتيجيات
الأردني، أن المملكة تسير بخطوات واثقة نحو تعزيز جاذبيتها كمركز استثماري تنافسي
وموثوق، في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة. وشارك الوزير خطة الوزارة
الطموحة لعام 2025، والتي تهدف إلى تحقيق هذا الهدف، وذلك بحضور أعضاء المنتدى
وأمين عام وزارة الاستثمار زاهر القطارنه.
وفي عرض
تفصيلي، استعرض الغرايبة أبرز ملامح استراتيجية وزارة الاستثمار ومشاريعها للعام
القادم، مسلطًا الضوء على المزايا التنافسية الفريدة التي يتمتع بها الأردن. وأشار
إلى انخفاض الرسوم الجمركية بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع الاتحاد
الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا والدول العربية وسنغافورة والولايات المتحدة،
بالإضافة إلى تكاليف الشحن المنخفضة مقارنة بدول آسيوية أخرى، والتركيز على إنتاج
سلع عالية الجودة تتوافق مع المعايير العالمية، مما يجعل المملكة وجهة استثمارية
جاذبة للشركات العالمية.
وكشف الوزير
عن تعاون وثيق بين الوزارة وشركة "International Development Ireland" (IDI) العالمية، وذلك في إطار تنفيذ مبادرات رؤية
التحديث الاقتصادي. يهدف هذا التعاون إلى إعداد خطة عمل تنفيذية وخارطة طريق
ترويجية متكاملة تستهدف جذب الاستثمارات الأجنبية النوعية، وتمكين وتوسيع
الاستثمارات القائمة بالفعل في المملكة.
وأضاف أنه تم
إعداد دراسات قطاعية شاملة وتحليل دقيق للمزايا التنافسية لعدد من القطاعات ذات
الأولوية الاستثمارية، وسيتم تحديث هذه الدراسات بشكل دوري لضمان مواكبتها
للمستجدات العالمية. كما أشار إلى تفعيل نظام CRM
متطور لإدارة علاقات المستثمرين، والعمل على تطوير منصة إلكترونية شاملة باستخدام Salesforce لربط خدمات الوزارة مع 19 جهة حكومية شريكة
معنية بتقديم التسهيلات للمشاريع الاستثمارية، بما في ذلك دائرة الجمارك العامة
وضريبة الدخل والمبيعات، بهدف تقليل الوقت اللازم لإنجاز المعاملات، ومن المتوقع
أن يبدأ تنفيذ هذه المنصة خلال الربع الثاني من العام الحالي.
كما أعلن
الغرايبة عن مشروع "رحلة المستثمر" الطموح، الذي يهدف إلى تبسيط وتسهيل
جميع الإجراءات بدءًا من مرحلة الفكرة الاستثمارية وصولًا إلى التنفيذ الفعلي
للمشروع. وقد تم تشكيل لجنة وزارية خاصة بقرار من مجلس الوزراء للإشراف على هذه
المهمة، وتم التعاقد مع شركة استشارية متخصصة للعمل على تبسيط المتطلبات
والإجراءات بشكل جذري.
وتناول الوزير
الفرص الاستثمارية الكبرى والواعدة التي يجري العمل على إعدادها بشكل تشاركي مع
القطاع الخاص، والتي تشمل العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية. واختتم غرايبة
تصريحاته بالتأكيد على إدراك الحكومة الكامل للتحديات التي تواجه بيئة الاستثمار،
والعمل بخطة واضحة ومدروسة لتجاوز هذه التحديات وتعزيز تنافسية الأردن على الصعيد
العالمي.
من جانبه، أكد
رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني الشريف فارس شرف على الأهمية
البالغة لهذا اللقاء في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم
وتعيد تشكيل ملامح النظام التجاري الدولي. وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية
واضطراب سلاسل التوريد وتنامي السياسات الحمائية تؤثر بشكل مباشر على مناخ
الاستثمار العالمي، وتفرض على الأردن ضرورة إعادة تقييم أولوياته لجذب الاستثمارات
والحفاظ على الاستثمارات القائمة.
وبين أن
الاستقرار والوضوح في السياسات الاقتصادية لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة في بيئة
إقليمية شديدة التنافسية، مما يضع مسؤولية مضاعفة على صانعي القرار لتعزيز ثقة
المستثمرين المحليين والدوليين.
وأعرب شرف عن
إيمان منتدى الاستراتيجيات الأردني، كمؤسسة مستقلة تسعى لتعميق الفهم وتحفيز
الحوار الاقتصادي، بأن تطوير منظومة استثمارية مرنة وقادرة على التكيف مع
المتغيرات العالمية هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المنشودة.
وقال الدكتور
إبراهيم سيف، الذي أدار الجلسة الحوارية، إن نتائج مسح ثقة المستثمرين الذي يجريه
المنتدى بشكل دوري تشير إلى وجود فجوة واضحة بين الطموحات الاستثمارية والسياسات
المحفزة على أرض الواقع، مما يستدعي تضافر جهود القطاعين العام والخاص لإعادة
التفكير في الأدوات والتوجهات الحالية، بما يعيد الزخم لبيئة الاستثمار ويضمن
استدامتها. وأكد سيف أن النمو الاقتصادي المستدام في الأردن يعتمد بشكل أساسي على
استثمارات جديدة قادرة على تحفيز الإنتاجية وتوسيع القاعدة الاقتصادية وتوليد فرص
العمل، وهو ما يتطلب بيئة مؤسسية مرنة ومناخًا استثماريًا يقوم على الشفافية
والتكامل بين الجهات الحكومية والشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص.
وأشارت
المديرة التنفيذية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني نسرين بركات إلى أن الجلسة شكلت
فرصة قيمة لطرح تساؤلات جوهرية حول التحديات التي تواجه مناخ الاستثمار في الأردن،
مؤكدة أن النقاش كان صريحًا وبناءً وتناول قضايا مؤسسية وتشريعية وتنفيذية تحتاج
إلى متابعة جادة. وأكدت أن المنتدى سيتابع التوصيات والأفكار التي طُرحت خلال
الجلسة بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان تحويل الحوار إلى خطوات عملية قابلة
للتنفيذ.
وشهدت الجلسة
حوارًا تفاعليًا بين أعضاء المنتدى ووزير الاستثمار حول أبرز التحديات التي تواجه
بيئة الأعمال في الأردن، وسبل تحسين مناخ الاستثمار وتعزيز التنافسية الإقليمية،
بالإضافة إلى أهمية الاستقرار التشريعي والوضوح في السياسات الاقتصادية لجذب
الاستثمارات المستدامة. كما تطرق النقاش إلى آليات دعم الاستثمارات القائمة وأهمية
تمكين الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ الرؤى الاقتصادية الوطنية.
جدير بالذكر
أن الفعالية عُقدت برعاية كريمة من شركة برايس وترهاوس كوبرز والشركة الأردنية
لصيانة الطائرات (جورامكو).