أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية عن وقوع تسرب نفطي هائل في مياه البحر الأحمر، وذلك نتيجة للغارات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي الواقع في محافظة الحديدة غربي اليمن.

وفي رسالة عاجلة أرسلها جمال عامر، وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، إلى عدد من المسؤولين البارزين في الأمم المتحدة، وعلى رأسهم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن "العدوان الأمريكي الغاشم ألحق دمارًا كليًا وشاملاً بالبنية التحتية المدنية الحيوية لميناء رأس عيسى النفطي".

وأضاف عامر في رسالته: "الأمر الأكثر خطورة وإثارة للقلق هو أن هذا العدوان الأمريكي تسبب في وقوع كارثة بيئية بحرية حقيقية، تجسدت في تسرب كميات هائلة وغير مسبوقة من المشتقات النفطية إلى مياه البحر الإقليمية للبحر الأحمر والمناطق الساحلية المجاورة".

وحذر وزير الخارجية في حكومة الحوثيين من أن "هذا التسرب النفطي الكارثي يهدد بشكل مباشر بتدمير النظم الإيكولوجية البيئية البحرية الهشة والحساسة في المنطقة، بما في ذلك الشعاب المرجانية الفريدة ومناطق تكاثر الأسماك الحيوية، والقضاء على التنوع البيولوجي الفريد الذي تتمتع به المنطقة، بالإضافة إلى تلويث السواحل اليمنية وتدمير سبل عيش آلاف المواطنين اليمنيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على البحر في حياتهم اليومية، وخاصة العاملين في قطاع الصيد الحيوي".

وحمل عامر الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الدولية الكاملة عن "جريمة الحرب التي ارتكبتها في ميناء رأس عيسى وعن التبعات الكارثية البيئية والاقتصادية والإنسانية الناجمة عنها".

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من واشنطن بشأن هذه الاتهامات الخطيرة.

يُذكر أن القوات المسلحة الأمريكية، وبأمر مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد بدأت اعتبارًا من الخامس عشر من مارس الماضي في تنفيذ سلسلة من الضربات المكثفة على مواقع تابعة لجماعة "أنصار الله" في اليمن.

ووفقًا للرواية الرسمية لواشنطن، فإن هذه العملية العسكرية تهدف بشكل أساسي إلى حماية المصالح الأمريكية الحيوية وضمان حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر والممرات المائية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة.

وفي مساء يوم السابع عشر من أبريل الجاري، شنت الولايات المتحدة سلسلة من الغارات الجوية على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة اليمنية، مما أسفر عن وقوع دمار واسع النطاق في الميناء ومحيطه.

الحقيقة الدولية - وكالات