نشرت وكالة ناسا عبر موقع "صورة اليوم الفلكية" لقطة مذهلة لثقب غامض على سطح المريخ، يبلغ عرضه نحو 100 متر، وقد يمثل مدخلًا إلى شبكة واسعة من الكهوف والأنفاق الممتدة تحت سطح الكوكب الأحمر.

ويظهر هذا الثقب الدائري في الصور الملتقطة من المدار كبوابة مظلمة تقود إلى أعماق مجهولة تحت السطح المريخي القاسي.

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في إمكانية أن يكون هذا الثقب جزءًا من نظام كهفي واسع يوفر حماية من الظروف القاسية السائدة على سطح المريخ، بما في ذلك التقلبات الحرارية الشديدة والإشعاع العالي الخطورة. ونتيجة لذلك، تُعتبر هذه الكهوف المحتملة مواقع بالغة الأهمية للبحث عن علامات حياة ماضية أو حالية.

ويرجح العلماء أن يكون هذا الثقب تحديدًا ناتجًا عن اصطدام نيزكي قديم، حيث تحيط به حفرة دائرية واضحة المعالم. إلا أن الجانب الأكثر إثارة هو احتمال أن يكون هذا المدخل مجرد بداية لمتاهة من الأنفاق والغرف تحت السطحية، وهي بيئة قد تكون أكثر ملاءمة للحياة من السطح المعرض للإشعاعات الكونية الضارة.

وقد سجلت وكالة ناسا حتى الآن أكثر من 1000 موقع على المريخ يُعتبر مرشحًا لاحتواء كهوف أو أنفاق تحت سطحية. ومع ذلك، يظل تحديد طبيعة هذه التشكيلات وامتدادها تحديًا علميًا كبيرًا في ظل عدم وجود بعثات استكشافية مباشرة إلى هذه المواقع. فمن المحتمل أن تمتد هذه الكهوف لمسافات شاسعة تحت السطح، وقد تحوي في أعماقها أدلة على وجود حياة ميكروبية سابقة أو حالية، أو ظروفًا بيئية ملائمة لبعثات بشرية مستقبلية.

ويبقى هذا الثقب الغامض أحد أكثر الألغاز المريخية إثارة للجدل العلمي، حيث يجمع بين كونه نافذة محتملة على نظام بيئي تحت سطحي غير مكتشف وهدفًا استراتيجيًا للمهام الاستكشافية المستقبلية، سواء تلك التي تقوم بها الروبوتات أو التي قد تشمل رواد فضاء في العقود القادمة.

الحقيقة الدولية - وكالات