القسم :
البرلمان الاردني
نشر بتاريخ :
09/04/2025
توقيت عمان - القدس
11:02:27 AM
حسان: الأردن لن يقبل تدخلًا أو إملاءً.. وتضامننا مع فلسطين تاريخي والتطبيق الحازم للقانون واجب
الحقيقة الدولية - أكد رئيس الوزراء جعفر حسان، أن سيادة الأردن واستقلال
قراره الوطني خط أحمر، مشدداً على أن الحكومة لن تقبل بأي تدخل خارجي في شؤونه،
وأن مواقف المملكة ثابتة لا تتغير.
وقال حسان في مستهل جلسة مجلس النواب اليوم إن الأردن،
بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كان على الدوام في مقدمة الداعمين للقضية
الفلسطينية، وقدم الكثير من التضحيات نصرةً للشعب الفلسطيني، وسيواصل أداء هذا
الدور انطلاقاً من واجبه التاريخي والإنساني.
وأوضح أن استقرار الأردن وأمنه مسؤولية وطنية تتولاها
القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بكل كفاءة، مشيراً إلى أن وحدة الصف الداخلي
وتمتين النسيج الوطني أولوية لا يمكن التهاون بها.
وأضاف: “لن نسمح لأي جهة بمحاولة بث الفتنة أو النيل من
تماسك المجتمع الأردني، فالأردنيون وعيونهم على الوطن، وسيظلون سدًا منيعًا أمام
كل محاولات الإضرار بأمنه أو وحدته”.
وأكد حسّان "لن نسمح لأحد بالإساءة أو المزاودة على
دورنا المشرف ومواقفنا التي يشهد لها كل منصف".
كما شدد بالقول "بمقدار حرص الدولة على حق
الأردنيين في التعبير عن التضامن مع أشقائنا في غزة، فهي بالمقابل مؤتمنة بالحفاظ
على تطبيق القانون".
وفيما يلي نص كلمة رئيس الوزراء:
سعادة الرئيس،
الإخوة والأخوات أعضاء مجلس النواب الموقر،
يعلمُ الجميع، أن لا أحدَ أقربُ إلى الشعب الفلسطيني منا،
ولم يقدم أحدٌ للقضية الفلسطينية كما قدم الأردنُ بقيادته الهاشمية على مر التاريخ
بالدمّ والشهداء.. والمواقف التي لا تتبدل في سياساتنا المشهودةٌ والواضحة، وهذا
واجبنا ومستمرون فيه بقيادة جلالة الملك المعظم أردنياً وعربياً ودولياً ودون كلل.
سعادة الرئيس،
مصلحة الأردنُّ فوقَ كلِّ شيءٍ وقبلَ كلِّ شيء، لا أحد يملي
على الأردنيين ما يفعلونَه، ولن نسمحَ لأي طرفٍ أو جهة أن تتدخلَ في الشأن الأردني
أو في خياراتنا وقراراتنا وثوابتنا، وسنتعاملُ دون ترددٍ أو تهاونٍ مع كل من يهددُ
أمنَ الأردن وسلامة شعبهِ، سواءٌ كان في الداخلِ أو الخارج.
ولن نسمح أن تُسوّقَ علينا مخططات وقرارات خارجَ سياساتِنا
وأهدافنا الوطنية، أو التضحيةِ بمصالحنا العليا التي تقررها الدولةُ فقط، ولن نسمحَ
لمجموعاتٍ تُحرضُ على الدولةِ ومؤسساتها أو تُتاجرُ بالأرواحِ وتحاولُ توظيفَ
مشاعرَ شعبنا الوطنيةِ النبيلة الصادقةِ لأهدافها.
ثباتُ الشعبِ الفلسطيني على ترابهِ الوطني اليوم هو هدفُنا وأولويتنا،
ولا يكون إطلاقاً بالعبثِ بأمنِ الأردن واستقرارهِ وسلامةِ شعبهِ وأرضه، أما حدودنا
وأمنُنا فيحميه جيشنا العربيُّ المصطفويّ وأجهزتنا الأمنيّة الساهرة.
ولا يمكن لأيّ أردنيّ مخلصٌ أن يصمتَ على المساسِ بهويتنا
الأردنية ومؤسساتنا الوطنيةِ وقيمنا الراسخة.
وقد سبق أن ذكرت خلال اجتماعاتي مع الإخوة والأخوات في الكتل
الحزبية، أن واجب الدولة، في ظلّ ما تشهدهُ المنطقةُ من أزماتٍ وصراعات، الحفاظُ
على أمنها واستقرارها وحمايةِ أبناءِ شعبها، وعندما يتعلقُ الأمرُ بأمنِ الأردن واستقراره
وسيادته فلا أولوية تتقدم على الأردن، ولا قرارَ غيرَ قرارِ الدولةِ في هذا الأمر،
وهذا ثابتٌ لا نقاشَ فيه.
إن الأردنيين لا يقبلون "مزاودةً" أو إساءةً
لدورنا المشرف ومواقفنا التي يشهدُ لها كلُّ مُنصِف، ولا يقبلون أن يحاول البعض
استغلال مشاعر الغضبِ والألم الصادقة، بسببِ التوحش الذي يواجههُ الأشقاء
الفلسطينيون على يد إسرائيل والمأساة التي نتألم لها جميعاً في غزة، للتقليل من
جهودنا أو ضرب مَنعتِنا وصلابةِ نسيجنا الوطني.
وبمقدار حرصِ الدولةِ على صونِ حقّ الأردنيين في التعبير عن
الرأي والتضامن مع أشقائنا، فهي في المقابل مؤتمنةٌ على حماية الأردن وتطبيقِ
القانونِ ومنعِ الإساءةِ أو التجاوزِ على مؤسساتنا وجهود أبنائها وبناتها التي
نفخرُ ونعتز بهم.
وكذلك لن نسمحَ بزرعِ بذورِ الفتنةِ بين أبناء الشعبِ الواحدِ،
فكلنا أردنيون بانتمائنا الصادقِ وإخلاصنا ومحبتنا وإيماننا بهذا البلدِ العظيمِ
وهويتهِ الوطنيةِ وقيادتنا الهاشمية الحكيمة، ولن تكون هناك فرصةٌ لاستغلالِ
الإساءاتِ التي يطلقها البعضُ من الخارجِ والداخل، لهويتنا وسيادة مؤسساتنا لخَلقِ
صدعٍ في ركنِ هذا الوطنِ المنيع، وبين شعبه المخلص الأمين.
سعادة الرئيس،
شُغلنا الشاغل اليوم تعزيزُ منعةِ اقتصادنا، والمضي قُدُماً
في مسارات التحديث، وأداء واجبنا تجاه أشقائنا ضمن إمكاناتنا وقدراتنا، لحماية
مستقبلنا ومواجهة تحديات الإقليم التي لا تنتهي.
نبذل اليوم جهوداً كبيرة لتحسين الأوضاعِ الاقتصاديةِ ورفعِ حجمِ
الاستثماراتِ والمشاريعِ الاستراتيجية، واقتصادنا بحمد الله قادرٌ ومنيع، وبعونِ
الله نمضي على الطريق الصحيح بتكاتفِ جهودِ الجميع في مختلف القطاعات، ولن نسمح
لأي جهة أن تعرقل جهودنا ومصالحنا في هذا الاتجاه ففيه أمن الأردن ومستقبله.
وفقنا الله لخدمة هذا البلد العظيم في ظل صاحب الجلالة
المعظم وولي عهده الأمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.