في إنجاز علمي يثير الدهشة ويمزج بين الخيال العلمي والواقع، أعلنت شركة "كولوسال بيوساينسز" الأمريكية عن إعادة "الذئب الرهيب" إلى الحياة بعد انقراض دام لأكثر من 10 آلاف عام.

وأعلنت الشركة التي تتخذ من تكساس مقرًا لها، يوم الاثنين، عن ولادة 3 جراء من هذا النوع المنقرض: ذكران يبلغان من العمر 6 أشهر أطلق عليهما اسمي "رومولوس" و"ريموس"، وأنثى تبلغ من العمر 3 أشهر أطلق عليها اسم "خاليسي".

وقد تمكنت الشركة من تحقيق هذا الإنجاز المذهل باستخدام تقنيات متطورة في مجال الاستنساخ وتعديل الجينات، وذلك بالاعتماد على عينات من الحمض النووي تم استخلاصها من بقايا ذئاب رهيبة قديمة، بما في ذلك سن يعود عمره إلى 13 ألف عام وجمجمة يزيد عمرها عن 72 ألف عام.

ووصف بن لام، الرئيس التنفيذي لشركة كولوسال، هذا التطور بأنه "الخطوة الأولى ضمن سلسلة من النجاحات القادمة" التي تثبت قدرة تقنيات الشركة على إعادة أنواع حيوانية انقرضت منذ آلاف السنين.

وقد اعتمد الفريق العلمي في الشركة على خلايا دم مأخوذة من الذئب الرمادي، الذي يعتبر أقرب الأقرباء الأحياء للذئب الرهيب، وقام بتعديلها وراثيًا لتقريبها قدر الإمكان من التركيبة الجينية للذئب الرهيب المنقرض. ثم تم نقل المادة الوراثية المعدلة إلى بويضات مستخلصة من كلاب أليفة، وزرعت الأجنة الناتجة في أنثى بديلة حملت بها حتى الولادة.

وأكدت الدكتورة بيث شابيرو، كبيرة العلماء في "كولوسال"، أن الفريق استخدم منهجية مبتكرة لتحسين الجينوم القديم للذئب الرهيب على الرغم من عدم وجود مرجع جيني مكتمل لهذا النوع.

ويتميز الذئب الرهيب بحجمه الكبير وفكوكه القوية وفروه الكثيف، وهو يفوق الذئاب الرمادية الحالية في بنيته الجسدية. وقد أعلنت شركة "كولوسال" أن الجراء الثلاثة ستعيش في محمية بيئية تخضع للرقابة المستمرة، وتحظى بترخيص من الجمعية الأمريكية للرفق بالحيوان ومسجلة لدى وزارة الزراعة الأمريكية.

ويحظى الذئب الرهيب بشهرة واسعة في الخيال الشعبي، إلا أن شهرته الأكبر جاءت من ظهوره كرمز قوي في سلسلة المسلسل التلفزيوني الشهير "صراع العروش".

وقد علق الكاتب جورج آر. آر. مارتن، مؤلف السلسلة والمستشار الثقافي لشركة "كولوسال" وأحد المستثمرين فيها، قائلاً: "يرى الكثيرون الذئاب الرهيبة كائنات أسطورية غير موجودة، لكنها كانت حقيقية ولعبت دورًا بيئيًا مهمًا في أمريكا القديمة". وأضاف: "أنا أكتب عن السحر، لكن بن وفريق كولوسال هم من صنعوه فعلاً".

وإلى جانب إعادة الذئب الرهيب، أعلنت شركة "كولوسال" أيضًا عن استنساخ 4 ذئاب حمراء باستخدام خلايا دم من أفراد ينتمون إلى مجموعة مهددة بالانقراض في جنوب شرق الولايات المتحدة، وذلك بهدف تعزيز التنوع الجيني لتلك الذئاب الموجودة في الأسر والتي تستخدم في برامج الحفاظ على هذا النوع المهدد.

الحقيقة الدولية – وكالات