نشر بتاريخ :
03/04/2017
توقيت عمان - القدس
7:11:07 PM
بقلم: المهندس: مدحت الخطيب
قيل في الامثال:
للبحر له ناس لفيحه .. يعرفون التوح من اليره
مو كل من تاح سريحه .. قال هذا خيط وبيّره ...
يدل هذا المثل (الشعري) أن لكل مهنة محترفوها ولكل صنعة خبراء بها فليس كل إنسان يستطيع الذهاب إلى البحر ليصطاد السمك وليس كل من أتى بصنارته ورماها أصبح صيادا...
منذ ما يزيد عن شهرين وطريق اربد عمان..حاضرة في وجدان كل مواطن يرتاد هذا الطريق...تحدث العشرات من الخبراء عن اسباب الانهيار ،وتشكلت عدة لجان لاتخاذ القرارات اللازمة ولوضع الحلول الناجعة لإرجاعها على الاقل إلى سالف عهدها.. والى يومنا هذا ما زال المواطن يراقب المشهد عن قرب، ومازال الصمت المطبق هو سيد الموقف عند اصحاب القرار ...واما العمل فسير ببطء شديد.بعد ان انتهت مدة ال 70 يوم التي تحدث عنها الوزير ..
يوم امس شكل مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها برئاسة رئيس الوزراء هاني الملقي، لجنة لتقييم حالة طريق إربد جرش عمان بشكل كامل، ومعرفة اسباب الانهيارات، والمعالجة اللازمة للطريق بشكل شمولي وعلمي...
تضم اللجنة التي يراسها امين عام وزارة الاشغال العامة والاسكان، وهيئة الطاقة والمعادن ( الخلف لسلطة المصادر الطبيعية ) ونقابة الجيولوجيين ..وتم استثناء نقابة المهندسين الاردنيين من ذلك العمل، مع انها صاحبة الولاية في الشأن المهني الهندسي بحكم العرف والقانون..فهي بيت الخبرة والعلم والمعرفة في وطننا الحبيب، ولمنتسبيها حضور داخل وخارج الاردن يستحق التهليل والتبجيل لا الانتقاص أوالتقليل ..ولكن هذا ما حدث !!! وما علينا منه ، فالامر اكبر من ذلك، هذا وطنا يحتاج لتكاتف جهود جميع المخلصين من ابنائه .وبعيدا عن المزاودين ....
ساتحدث بصفتي كمهندس أنتمي لوطني وافتخر بمهنيتي ...ساتكلم بعين المراقب فقط ، فأثناء سيري يوم الخميس الماضي على ذلك الطريق قادما من عمان الى اربد ، توقفت عند العديد من محطاتها ، وخرجت باستنتاج ان الانهيار الحالي قد يكون الاقل تاثير ، من بين الانهيارات القادمة ومآ يخفيــه القدر اكبر واكثر...فكثير من المناطق كشرت عن أنيابها وجهزت كتلها الصخرية، وسمحت لهبوب اتربتها لاتمام السقوط في أي وقت ، وقد يكون سقوط بعضها كارثي لا قدر الله...
عندها تواصلت مع عدد من الزملاء في نقابة المهندسين ابناء شعبتي شعبة هندسة المناجم والتعدين والهندسة الجيولوجية والبترول... وعدد من الزملاء في شعبة الهندسة المدنية من اهل الاختصاص .فكان الرد ان توقعاتي في مكانها وان انهيارات قادمة ستنال من جسم الطريق وان مسلسل الانهيارات لن يتوقف عند هذا الحد ...
لذلك كان لزاما علينا التعاون والمشاركة وان يتم تشكيل لجنة وطنية من اهل الخبرة لدراسة واقع الطريق بالكامل ، مهمتها تحديد البؤر الساخنة ووضع الحلول المقترحة،وان يتم معالجتها بشكل فوري فترف الوقت ليس بمصلحتنا جميعا ، لجنة مهنية اعضائها من وزارة الاشغال والبلديات ونقابة المهندسين الاردنيين ، وكذلك من نقابة الجيولوجيين والمكاتب المختصة.. بالهندسة الجيوتقنية..ومن الجامعات الاردنية ..
على اللجنة إن تبني حساباتها على مايلي:-
اولا- أخذ عينات حقيقية من الموقع مباشرة، ودراسة سبب الانهيار وطبيعته وحجمه ونوعية التربة والصخور والبحث عن الحلول الجذرية لمعالجة المشكلة بشكل سريع وفوري،ودائم وبعيدا عن الترقيع او الترحيل ...
ثانيا- عمل دراسات عن اتجاه المياه السطحيه والجوفيه للمنطقة فاحد اسباب الانهيارات وجود المياه وتدفقها خصوصا في فصل الشتاء..وان سوء نظام تصريف المياه في الجبل ساعد على الاحتفاظ بكميات كبيرة من المياه ساعدت بدورها على الانهيار التدريجي ، فطبيعة جيولوجيه للمنطقة تقتضي عمل لجنة تقوم بدراسة فعليه و معمقة لواقع الحدث
ثالثا- استخدام تقنيات المسح الجيولوجي التقني يستخدم فيها أدوات الاستشعار عن بعد، كالصور الجوية الرادارية والتصوير بالأقمار الصناعية، إلى جانب الدراسات الميدانية بهدف تحديد العناصر الجيولوجية الرئيسية في مناطق الطريق ، وأنواع صخورها، وامتدادها السطحي وتراكيبها المتنوعة، ورسم خرائط جيولوجية بذلك تساعد في الحل...
رابعا- عمل تعديل هندسي لجزء من مسار الطريق يتوافق مع طبيعة الارض، ويهدف إلى التخلص من المعوقات الحالية تتوفر فيه السلاسة المرورية ودرء الأخطارقدر الامكان ..
عضو مجلس شعبة هندسة المناجم والتعدين والهندسة الجيولوجية والبترول في نقابة المهندسين الاردنيين