مطلوب سكرتيرة شابة حسنة المظهر .. والخبرة غير ضرورية!!
"مطلوب سكرتيرة شابة، حسنة المظهر، قادرة على التحدث بلباقة مع العملاء، لا يشترط وجود خبرات، وفي حال توافر الشروط يرجى الاتصال بأسرع وقت ممكن على الرقم (...)".
إعلان متكرر على صفحات الجرائد لتوظيف سكرتيرة، يرسخ كما يرى مراقبون وعاملات في هذه المهنة، صورة نمطية سلبية عن هذه الوظيفة، رغم أنه لم يعد لأي مؤسسة أو مسؤول أو رجل أعمال أو مدير القدرة على الاستغناء عن هذه الوظيفة، التي تحتل في غالب الاحيان منصبا متقدما في الكادر الوظيفي للمؤسسات الكبرى والمهمة.
صيغة الإعلان المذكور تثير لدى شرائح اجتماعية، ولدى العائلات التي لديها فتيات باحثات عن عمل حالة من التخوف والنفور الاجتماعي، بخاصة وان صيغة إعلان كهذا لا تحفل بالخبرات أو المؤهلات بل تهتم بالمظهر الخارجي.
يصيح المخرج "مشهد 33 فيلم السكرتيرة والمدير، 4،3،2 آكشن ...". تدخل الممثلة (س)، التي تجسد دور السكرتيرة إلى مكتب مدير الشركة، تحمل ملف البريد والوارد، بعد أن تأكدت من خلال مرآتها الصغيرة أن (ماكياجها) متقن".
تتودد (س) إلى مديرها، الذي يغازلها ويمتدح هيئتها اليوم، ويقول في ذاته "إنه محق في إصراره على إبقائها في الشركة، رغم انقباض قلب زوجته منها!".
السكرتيرة في الدراما العربية
مشهد 33، هو أنموذج لمشاهد تتكرر بابتذال في أفلام عربية بتنوعات متعددة واختلافات بسيطة في الشكل.
وهو مشهد "يرسم صورة مشوهة إلى حد كبير عن طبيعة مهنة السكرتيرة في المجتمع العربي" بحسب ما يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور منير كرادشة.
ولعل عدم حصول ابنة الخمسينية أم أحمد على شهادة جامعية جعلها وابنتها تجهدان كل يوم في وقت الصباح لشراء الجرائد اليومية، وتصفح صفحات الاعلان بحثا عن وظيفة لا تحتاج إلى شهادات أو خبرات طويلة، لكنها تشرط أن لا تكون وظيفة سكرتيرة"!
تحفظ أم احمد ورفضها لوظيفة سكرتيرة لابنتها "أمر محسوم" لانها "تخاف مما سيقوله عنها وعن ابنتها أعمامها"، بخاصة وأن وفاة زوجها جعلتها "محط مراقبة".
تقول "وظيفة السكرتيرة عيب في العائلة"!
الحقيقة الدولية – الغد الاردنية – غادة الشيخ 24-11-2009 نشر بتاريخ : Tuesday, November 24, 2009 - 11:08:48 AM