تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
كلام عن بغداد
نشر بتاريخ : 1/16/2018 2:15:33 PM
ماهر ابو طير

ماهر ابو طير

يقوم انتحاريان، بتفجير أنفسهما وسط العراقيين، في بغداد، فيسقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ولا كأن بغداد هذه تريد ان تستريح يوما ما.

اربعة عقود متتالية، وبغداد تنزف دما، فمنذ الحرب العراقية الايرانية، تم دك بغداد ومناطق عراقية اخرى، فسقط خلال الحرب، شهداء وجرحى، وكانت الكلفة مرعبة، اذ تضرر ملايين العراقيين على مدى سنين الحرب، ثم بعد ذلك احتلال الكويت، والحرب على العراقيين، والحصار وكلفته، وماجرى بعد عام 2003، من احتلال اميركي للعراق، والفوضى الامنية التي عصفت بكل العراق، حين وقعت الاف العمليات الانتحارية، والتفجيرات في كل العراق، وبغداد حصرا.

تعددت اسباب الموت، والنتيجة واحدة، والمشكلة اننا كعرب، نتشاغل بكل حالة على حدة، فننشغل اليوم بتفجير بغداد الاخير، ونتعامى عن اربعة عقود دموية على كل العراق، لاعتبارات مختلفة، ومتناقضة، ويدفع العراقيون فرادى ثمن هذه الحرب التي لا تريد ان تتوقف.

هذا من ناحية سياسية وامنية، يعد خرقا كبيرا، بالحكومة العراقية التي انتهت للتو، من معاركها مع داعش وغيرها من تنظيمات اخرى، تم توجيه ضربة قاسية لها امس الاثنين، وكأن جهات عديدة تريد ان تقول ان المعركة مستمرة، وان لديها القدرة على القتل في بغداد ذاتها، وهو امر قد نراه يتكرر خلال الفترة المقبلة، بما قد يعني ان المعركة لم تنته فعليا، وهناك من يريد ان يقتل المزيد من العراقيين.

ما ذنب الابرياء من العراقيين، حين يتم قتلهم بهذه الطريقة على مدى عقود، تارة في حرب مع الايرانيين، وتارة جراء مغامرة متهورة بالدخول الى الكويت، والا تحت الحصار ونقص الغذاء والدواء، او تحت قصف الطيران الاميركي للمدنيين في بغداد وغيرها، وها نحن نشهد منذ عام 2003، تواصلا لهذا الموت، تارة تحت عناوين مذهبية، فيقتل الشيعي السني، وينتقم السني من الشيعي، ونجد اطرافا ثالثة، تغذي الحرب المذهبية، فتقتل هنا وهناك، لادامة هذه الحرب، التي تجد حطبا ايضا لنيرانها.

هذا ماكنا نقوله في كل الازمات، وعلى سبيل الاستذكار فقط، يقال للمنقسمين في الازمة السورية، مابين معارض للنظام، او مؤيد له، ان كليهما على خطأ، لان لا احد يقف فعليا عند الكلفة الكبيرة التي دفعها الشعب السوري، الذي خسر كل شيء، وسط هذا التطاحن الدموي، الذي يتغطى بشعارات الحرص على السوريين، من جانب كل اطراف الازمة السورية، ووحده السوري يدفع الثمن، مثلما هو وحده العراقي يدفع الثمن، جراء حروب لا ناقة له فيها ولا جمل.

حزينة هي بغداد، ووجهها تبددت ملامحه جراء كل هذا الموت والخراب، الذي يحرم ابرياء العراقيين، من حياتهم، وفرحهم، يجعلهم على موعد دائم، مع الغدر في كل توقيت.

لم نسمع عن مدينة بقيت على قيد الحياة، طوال موت متواصل على مدى اربعة عقود، سوى بغداد، ونراهن بأمل ان تأتي تلك الانفراجة، فيسترد العراقيون حياتهم، بدلا من كل هذا الموت المجاني، في العراق، وفي العالم العربي ايضا، ولربما يقال انها المدينة الوحيدة في التاريخ، التي بقيت تحت الحرب اربعين سنة، وما زالت على قيد الحياة.

الحقيقة الدولية - وكالات

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023