إصابة 8 عسكريين في عدوان صهيوني جديد استهدف موقعا في محيط دمشق بدء الاختبارات التجريبية لـ"التوجيهي" في المدارس الخاصة في يومها العالمي…منتدى الإعلاميين الفلسطينيين: الاحتلال هو العدو الأول لحرية الصحافة "القسام" تقصف تجمعات جنود الاحتلال بالقرب من "كيبوتس نيريم" برشقة صاروخية الاتحاد الأوروبي يستفز جماهير ريال مدريد بذكرى مؤلمة السويد ترفض فكرة الصين للتحقيق في تفجيرات "السيل الشمالي" البنتاغون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر قاذفتا "تو-95 إم إس" روسيتان تنفذان طلعة جوية قرب الساحل الغربي لألاسكا إسعاف 1174 حالة وإطفاء 102 حريقا في الأردن خلال 24 ساعة فاو: ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء للشهر الثاني في أبريل ترحيب فلسطيني بقرار جمهورية ترينيداد وتوباغو الاعتراف بدولة فلسطين وزير الخارجية يبحث ونظيرته الهولندية تطورات الأوضاع في غزة أول ظهور لصلاح في تدريبات ليفربول بعد مشادته مع كلوب دوري المؤتمر الأوروبي.. "هاتريك" تاريخي للمغربي الكعبي يمنح أولمبياكوس فوزا مفاجئا على أستون فيلا الاحتجاجات تتوسع في جامعات بريطانيا وفرنسا وتصل إلى سويسرا

القسم : بوابة الحقيقة
الاردن والشيخوخة السياسية
نشر بتاريخ : 10/15/2017 5:29:16 PM
محمد يوسف الشديفات
 
بقلم: محمد يوسف الشديفات
 
بينما تقلّب عناوين الصحف خلال الايام المنصرمة، تقرأ فيها ان مصر تدير الملف الفلسطيني من ألفه الى يائه بتفويض خليجي، وترعى اجتماعاً لفصائل سورية عقد في القاهرة لوقف إطلاق النار، كدلالة على الامتياز الذي منحته روسيا لمصر، والذي قد يتعداه فيما بعد الى امتياز "إعادة الإعمار"، الملك سلمان في روسيا، اردوغان في طهران، حرب اليمن، الاستفتاء الكردي، الانتهاكات الاسرائيلية المتصاعدة في القدس، تحالفات وتجاذبات وتقاطع مصالح تعيد رسم خريطة المنطقة التي غدت حبلى بالاحداث الدراماتيكية، كل هذا قد حدث ويحدث الآن، ونحن في الاردن –للأسف- نكتفي بالنظر من بعيد.
 
ملفات من الوزن الثقيل كانت في قبضتنا، تفرض على جميع اللاعبين السياسيين في منطقة الشرق الاوسط الاصغاء الى صوت الاردن، والجلوس معه على ذات الطاولة، للتفاوض او المساومة سيان، ما يهم اننا كنا نتميز عن غيرنا بسياساتنا الاستباقية والوقائية، وقراءة مستقبل الاحداث على كافة الصعد، واستخدام اوراق الضغط في الوقت المناسب، لحماية مصالحنا اولاً، وللحفاظ على مكانتنا الاقليمية والدولية ثانياً، ولو اردنا اليوم ان نناقش واقع حال السياسية الخارجية الاردنية، لاستنتجنا ان تلك الملفات قد تم سحب المهم منها من بين ايدينا، وما تبقى منها قد فقد أهميته "بالتقادم"، كل هذا قد حدث لاعتبارات يضيق الصدر قبل المقام عن ذكرها، في الوقت الذي ما زال يردد فيه مسؤولونا على مسامعنا ذات الجُمل السياسية الرتيبة التي استُهلكت منذ سبعينيات القرن الماضي.
 
لا أبالغ إذ أقول ان الاردن قد فقد نكهته السياسية، ولا أتجنى على الاردن الرسمي الذي اعترف بلسانه في عديد المناسبات ان المجتمع الدولي قد خذلنا، وان القريب والغريب قد غادرونا لنجابه مصيرنا بمفردنا، فسياسة التوازن والاعتدال والباب المفتوح التي ينتهجها الاردن، لم تعد تجدي نفعاً في عالم يموج بالتحالفات والاستقطابات، ومما لا شك فيه ان مخرجات السياسة الخارجية الاردنية انعكست سلباً على الداخل الاردني، وعلى كافة المستويات، فمن تصاعد معدلات الفقر والبطالة، وارتفاع المديونية، الى ارتفاع معدل الجريمة، مروراً بتزايد حالات الانتحار يوماً بعد يوم، وتفشي المخدرات، وتدهور التعليم ومخرجاته، وتراجع الخدمات وتهالك البنية التحتية، الى الحد الذي دفع بعقل الدولة المركزي ان يتبنى مغالطات تفتقر الى الواقعية والمنطق لتبرير اخفاقاته.
 
لقد فقد الاردن الرسمي مهارة التموضع السياسي في ذروة الحاجة اليها، ويبدو اننا وصلنا الى "الشيخوخة السياسية"، فلقد ولّى ذلك الزمان الذي كنا "نضرب" فيه على الطاولة لتحصيل حقوقنا، حتى غدونا خير مثال على قول الشاعر:

مرضنا فما عادنا عائِدٌ .. ولا قيل أين الفتى الألمعي؟
ولا حن طرس الى كاتبٍ .. ولا خفّ لفظ على مسمعِ

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023