مواطنون : فحص المخدرات قبل التلاسيميا للأشخاص المقبلين على الزواج – تقرير تلفزيوني وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 مصدر لـ" الحقيقة الدولية ": نتائج التوجيهي لجيل 2008 ستكون ورقيا بالمدارس والكترونيا افتتاح أول محطة لتعبئة غاز الحافلات والشاحنات والمركبات من حقل الريشة "المشاقبة والوحش": الأردن دولة عروبية جامعة والهوية الوطنية والمواطنة إنتماء - فيديو مصدر حكومي سوري: لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود إلى السويداء التربية : 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس قلق في تونس من تراجع تداول المعلومات بعد وقف "هيئة النفاذ الى المعلومة" من موهبة إلى أسطورة.. صلاح يحقق ما عجز عنه رونالدو وجميع نجوم "البريميرليغ" أول تعليق لصلاح بعد دخوله تاريخ الدوري الإنجليزي من أوسع الأبواب ليلة الوداع.. موعد آخر مباراة رسمية لميسي في الأرجنتين! الأهلي يكتسح القادسية ويضرب موعدا مع النصر في نهائي السوبر السعودي جيش الاحتلال يبدأ المراحل الأولى لهجومه على مدينة غزة أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه
القسم : مقالات مختاره
سوف تتمسك «بدينها» الذي صنعته..!
نشر بتاريخ : 8/11/2017 6:18:37 PM
حسين الرواشدة
 
حسين الرواشدة

هل يحتاج الاسلام الى اصلاح كما فعل الغرب بتجربتهم التاريخية حين قرروا ازاحة الدين او تعليق  الرسائل الـ 95’’’’على باب اماكن عبادتهم..؟

قبل الاجابة لا بد ان نعترف ان الدعوة الى اصلاح الاسلام جاءت في سياقات “ ملغومة “، فهي اولا تنم عن جهل عميق بالاسلام الحقيقي او انها تعرفه وتتعمد الاساءة اليه، وهي صدرت ثانيا من دوائر غربية ومستعربة لا تحمل اي نوايا “طيبة “ تجاه الاسلام، كما انها ثالثا تتنكر للاختلاف الطبيعي بين تجربة الغرب مع الكنيسة وبين تجربة العرب والمسلمين مع الاسلام، وتحاول ان تضع الديانتين في طابق واحد، وهي رابعا تعكس حالة الفوبيا التي يعاني منها الغرب جراء هجرة المسلمين المتزايدة والتخويف من الاسلام التي يجري الترويج لها هناك من قبل اليمين المتطرف استنادا الى الاحصائيات السكانية التي تشير الى تكاثر المسلمين مقابل هرم المجتمعات الاوروبية. 

حين ندقق بشكل اعمق نكتشف ان دعوات اصلاح الاسلام جاءت في سياقات مبرمجة سلفا، فقد تم تصميم خطة لاقصاء الاسلام  او اضعافه، كما تم الاستثمار في “داعش” وغيرها من التنظيمات الاسلامية المسلحة التي قدمت افضل اداء ممكن لتخويف العالم من الاسلام وتحريضهم عليه، زد على ذلك ان الفوضى التي يشهدها المجال الديني من خلال استيلاد ودعم حركات جديدة ورموز مجهولي الهوية كرد على التطرف، كانت عملية مقصودة من اجل “تمييع” الاسلام وخلق حالة من الارتباك والشك بين المنتسبين اليه وصولا الى اشعال النار والصراعات بينهم.

 الحقيقة التي يقفز عنها اصحاب دعوات “اصلاح الاسلام “ هي ان “الايدولوجيا” الاسلامية (ان صحت التسمية ) ليست مسؤولة عن العنف الذي تشهره التنظيمات التي تتبنى فكرة “الاسلام المسلح” وانما المسؤول هو الظروف الموضوعية الداخلية والخارجية التي افرزت هذا الفكر الشاذ وسمحت له بالتمدد، وهي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تراكمت لعقود طويلة يتحمل ‘’’’وزرها’’’’ الانظمة العربية والغرب الذي تواطأ معها، وقد تسببت في انفجار “التاريخ “ على هذا الشكل المفزع الذي اسقط افكارا وانظمة ودولا كما كشف القناع عن الغرب، ودفع الى نشوء بيئة حاضنة لهذه التنظيمات.

 صحيح ان صورة الاسلام كانت حاضرة في المشهد لكن الصحيح ان هذه الصورة جرى العبث بها “انتاجا واخراجا” وبدت وكأنها تبرز مخلوقا اخر مشوها لا علاقة له بالاسلام الذي نعرفه ونفهمه، وقد استخدمت كغطاء ومبرر، ولو افترضنا جدلا ان “اصلاح الاسلام “ هو الحل، واننا قمنا بالمهمة، فان من المؤكد ان الحالة لن تتغير لان بوسع هذه التنظيمات ان تتمسك ‘’’’بدينها’’’’ الذي صنعته، او تجد لها ( كما فعلت تاريخيا تنظيمات مسلحة اخرى باسم القومية او المظلومية ) غطاء آخر لتبرير افعالها ما دام انها تستمد شرعيتها من الدم والقتل الذي تباركه اطراف اقليمية ودولية فاعلة تدّعي انها تحاربها.

 لا نحتاج الى “مارتن لوثر “ اسلامي، لكننا نحتاج الى نماذج انسانية اخرى يمكن ان تلهمنا وتساعدنا في الخروج من هذه الكارثة، خذ مثلا نموذج الخليفة عمر بن الخطاب الذي يمثل العدالة المفقودة، وخذ ايضا نموذج مانديلا الذي يجسد المصالحة التاريخية، وخذ ثالثا نموذج غاندي الهندي كرمز للسلام، وخذ رابعا نموذج المثقف الحقيقي والمصلح والحاكم العادل ( وما اكثر الاسماء في تاريخنا وتاريخ الامم الاخرى ) فهي التي يمكن ان تملأ الفراغ الذي تمدد فيه البغدادي وغيره، وهي التي تستطيع ان تطرد العفاريت التي استحضرها الذين يدعوننا اليوم “لاصلاح الاسلام “ وكأن الاسلام هو المتهم الوحيد في صناعة هذه النكبة التي اصابت امتنا.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025