تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
أهمية الرموز والعلامات في حياتنا
نشر بتاريخ : 8/4/2017 9:21:38 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: ا. د. محمد الدعمي

بقيت أراقبه من بعيد، ولكن بدقة، إذ توقف في الشارع تحت شباك شقتها، ثم أطلق صافرة من فمه. ما هي إلا ثوان حتى أطلت هي من الشباك فرحة بمقدمه، وردا على إشارته. لم يكتفِ هو بذلك، فخشية ملاحظة المارة اتصاله بها، عمد هو اعتماد الى لغة الإشارات والعلامات: رفع مفرقه الأيمن عاليا بعض الشيء، وأمسك بكفه الأيسر بالمرفق. أجابت هي بهزة رأس كناية عن “نعم، استمر”، وإذ حرك هو كفه الأيسر من مفرقه الأيمن، أطلق أصابع كفه الأيمن باشارة الرقم 5. أجابت هي من أعاليها بحركة رأس كناية عن الموافقة، مؤشرة بحركة Bye Bye.

حاولت أن أفك شفرة ما جرى بين الشاب أعلاه وعشيقته، فسألت أحد سكان تلك المدينة، إذ فسر ما جرى، كما يلي: عندما أمسك الشاب بكفه الأيسر مفرق ذراعه الأيسر، فهمت البنت منه مكان موعدهما، أي بعد مفرق الشارع، وعندما أشر هو بأصابعه الخمسة مفتوحة، أدركت هي بأنه قد حدد وقت الموعد الساعة وهو الخامسة مساء! وإذ أدهشني هذا التفسير الطريف لأسلوب تحديد موعد غرامي بين شاب وشابة، فإني ما لبثت وأن تساءلت في دخيلتي: أليست هذه لغة؟ فإذا كانت اللغة هي وسيلة اتصال وتواصل بين البشر، فإن لغة العلامات والإشارات التي وظفها العاشقان أعلاه إنما هي لغة حقه، لأنها، وببساطة حققت المرجو من اللغة، وهو الاتصال Communication، ولو بالعلامات والإشارات من بعيد. وإذا كانت هذه الحادثة الطريفة قد فتحت عيني على أهمية ودور الإشارات، أدوات تواصل في حياتنا، فإنها ذكرتني بأساليب اتصال اعتمدتها اقوام بدائية منذ أقدم العصور، كما كان يفعل “الهنود الحمر” من سكان أميركا الأصليين على سبيل الاتصال عبر مسافات طويلة تبلغ الأميال، قبل عصر الكهرباء والراديو والهواتف. اعتمد هؤلاء الدخان المتصاعد نحو السماء من نار كانت قد أطفئت من أجل دخانها المتصاعد عموديا، إذ يعمد الهندي الأحمر إلى تغطية بقايا النار بقطعة قماش سميكة كي يفتحها ويغطيها من آن لآخر، حتى يراها قومه ترتفع من بعيد، ثم ليفهموا معنى حلقات الدخان المتصاعد صوب الغيوم، إذ قد تكون تحذيرا من عدو يهاجم ديارهم، أو من عواصف رعدية قادمة، وهكذا.

وقد عرفت قبيلة بدائية في مجاهل إفريقيا اعتمدت على الطبول للاتصال بين أفرادها عبر أبعاد طويلة، إذ يُسمع قرع الطبول، ثم يجري تفسيره من قبل أفراد القبيلة، حسب النغمة، من أجل فك رموز التطبيل.

والحق، فإنك إن حاولت تأمل لغة الإشارات والرموز في حياتك، فلا بد من أن تنبهر بسبب اعتمادنا الكبير عليها، بدائل للغة أو تيسيرا للاتصال، ابتداء من إشارات المرور التي تملأ الشوارع العامة، وليس انتهاءً بعلامات وتعابير وجوه الناس الذين نتعامل يوميا معهم، على نحو رتيب: فإذا ما شئت احتساء قدح من الشاي، لا تحتاج لسوى محاكاة عملية تحريك الملعقة في القدح، بمعنى هل لديكم شاي جاهز؟ وتنطبق ذات الحال عليك عندما تستخدم إشارة الطعام، بطبيعة الحال، زد على ذلك إشارة تأشير أو لمس الرسغ، بمعنى ما هو الوقت، وهكذا. حاول أن تستذكر العلامات والإشارات اليومية التي تستعملها أو يستعملها الآخرون لنقل معنى محدد، ولكن دون الحاجة لاستخدام اللغة والصوتيات، مثل إشارة “أريد أن أنام”، أو أريد أن أغتسل، وهكذا كثير.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023