تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ظرفاء بغداد
نشر بتاريخ : 6/3/2017 3:14:00 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: أ.د. محمد الدعمي

لم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”.

لقد بقيت بغداد حاضرة ولَّادة للظرفاء من الأفراد الذين أضفوا على الحياة الاجتماعية فيها بعدًا جماليًّا فكاهيًّا يعلق في الذاكرة. وإذا كانت هي هكذا منذ عهد الخليفة العباس أبي جعفر المنصور، فإنها ما فتئت تدر علينا بحكايات الظرفاء وبأخبار سخرياتهم التي تتصاعد أحيانًا نحو حدود التفلسف ونقد المجتمع والاحتجاج على آلياته الاقتصادية.

وإذا كان الفقر من أهم مولدات هذه الظواهر الطريفة، فقد بقيت بغداد مدينة السعادة والحبور والملذات بالنسبة للأغنياء، ومدينة البؤس والضيم، بالنسبة للفقراء حتى هذه اللحظة. ولم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”. وتنطبق الحال ذاتها على قصة الشاعر المرحوم.

وإذا أراد زائر لبغداد أن يلتقي بعضًا من هذا النوع من الصعاليك، فإن عليه البحث عنهم في مقاهي بغداد القديمة كمقهى الزهاوي ومقهى البرلمان (هدمت) ومقهى أم كلثوم ومقهى العباقرة والمقهى البرازيلية، من بين سواها من المقاهي التي كانت تكتظ بهؤلاء وسواهم من الظرفاء، إذ يقضون أوقات الظهيرة أيام الصيف القائض بارتشاف الشاي وتبادل الأحاديث حتى يهبط الظلام، فيتوجه كل واحد إلى حيث مقصده.

وسبق أن نشرت مقالًا في (الوطن) الغراء عن شخصية طريفة تستحق الملاحظة، وهي شخصية (حسون الأميركي) ذلك الشاب الذي كان يشاهد الأفلام الأميركية، ثم يحاول محاكاة حركات وملابس أبطالها، زد على ذلك شخصية (هتلر الأعظمية) الرجل الذي تأثر بشخصية قائد الرايخ الثالث حتى حاكاه في كل شيء من بدلته العسكرية إلى شكل الشارب الهتلري المشهور والوجه العصابي المكفهر! وإن كنت أنسى، فلا يمكن أن أنسى “كاسترو”، ذلك الرجل الأشيب الملتحي الذي كان قد تقمص شخصية الزعيم الكوبي، درجة وقوفه وسط شوارع الكرخ المكتظة لإصدار الأوامر للمارة ولمن يقود السيارات، بكل سلطوية. أما إذا ما رصدك هذا الــ”كاسترو” وأنت تضحك أو تتندر، فقد كتب الله عليك الاحتكاك به، درجة استعمال الأيدي!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023