تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
كابوس السجون
نشر بتاريخ : 6/26/2024 11:46:44 AM
زيدون الحديد


بقلم: زيدون الحديد

 

في مشهد مؤلم وقاس وكابوس أشد قساوة من الموت كان عندما تم قيادته إلى خارج أسوار السجن، كانت وجوه الإعلاميين ترتعش من الذهول، بدر دحلان، الفلسطيني الذي اكتشف الرعب والصدمة خلف قضبان الاحتلال، لم يعد كما كان، بل أصبح متلعثم الكلمات، وبدت علامات الرعب والاستنكار بادية على وجهه.

 

بدر دحلان، بعد أن غادر السجن، كان يتأمل بعيدا، وكأنه يحاول استعادة شيء مفقود من ذاكرته، كلماته المتقطعة لم تعد تفيد بالكثير، لكنها تروي قصة الألم والمعاناة التي لا يمكن نسيانها.

إن مشهد دحلان، الذي يكافح ليعبر عن تجربته، يعكس عن  الجريمة الصارخة ضد حقوق الإنسان، فإن فقدانه قدرة التعبير، وضياع جزء من ذاكرته، ليس مجرد حادث واحد، بل هو جزء من سياسة تهدف إلى الإبادة النفسية، والتي تهدف إلى محو الهوية والتاريخ من قبل الكيان المحتل.

هذه القصة واحدة من القصص التي كشفت حجم الظلم والقسوة التي يتعرض لها العديد من المعتقلين تحت سقف سجون الاحتلال الصهيوني، حيث تتعرض أرواح وأجساد المعتقلين الفلسطينيين لأوضاع صعبة ومؤلمة بشكل يومي، غير أن هذه السجون تعاني أيضا من اكتظاظ خانق ضاعف من معاناة السجناء.

القضية هي أن سجون الكيان الصهيوني اليوم وبعد السابع من أكتوبر « طوفان الأقصى» أصبحت تفتقر إلى السعة الكافية نتيجة عدم استيعاب العدد الهائل من السجناء، مما أدى إلى تدهور الظروف الصحية والنفسية للمعتقلين، فالإحصائيات تقول أن السجون في الكيان الصهيوني بحسب التقارير تتسع لـ  14500 سجين، ولكن العدد الفعلي للسجناء اليوم تجاوز 21000، هذا الفارق الكبير بين السعة الرسمية والعدد الفعلي يبرز بوضوح حدة الاكتظاظ الذي يواجهه المعتقلون، وبالتي يعرض صحتهم البدنية والنفسية للخطر.

فأرقام الاعتقالات بحسب التقارير صادمة منذ بداية الحرب وحتى الآن فقد بلغت 9170 معتقلا، بما في ذلك حالات اعتقال للنساء والأطفال، لتشمل الاعتقالات أيضا 80 صحفيا تم اعتقالهم، حيث ما يزال 48 منهم تحت الاعتقال، بينما يعاني 12 صحفيا من إخفاء قسري.

لنعود مرة أخرى لقصة بدر دحلان لنوجه سؤالا مهماً، هل هذا المشهد جديد؟ ألم يتكرر هذا النوع من الكوابيس لفلسطينيين كثر منذ عقود؟ منذ السابع من أكتوبر، بل منذ أكثر من سبعين عاماً، تحولت قصص الاعتقال والتعذيب إلى جزء لا يتجزأ من حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

إن الإجابة ليست سهلة، لكنها تتطلب منا أن نبقي أصوات أولئك المناضلين هناك وقصصهم شاهدة على جرائم الكيان المحتل أمام العالم أجمع، وأن نواصل الضغط لحماية حقوق الإنسان والكرامة لكل فرد منهم، والعمل بجهد لمنع المجرمين المحتلين من صناعة  قصص تعذيب وترهيب أخرى كبدر دحلان وغيره، ممن أصبحت كلماتهم متقطعة وأبصارهم جاحظة فتكون رحلة العذاب تلك شاهدة على حجم الكابوس الممزوج بالقمع والاضطهاد والتعذيب في هذه السجون.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023