تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
نظام الجدارة
نشر بتاريخ : 10/6/2023 4:42:25 PM
زيدون الحديد

 

زيدون الحديد

 

لعل أغلب الأردنيين اليوم يعيشون حالة قديمة جديدة تسمى «الخوف من الإحباط»، والذي نتيجته تصيب الكفاءات وأصحاب المواهب والجهود المشهود لها، في العديد من المواقع القيادية بشكل خاص، بسبب تدخل ممن يسمون بالمجموعات الضاغطة، الذين يمارسون  نفوذهم وتأثيرهم على المناصب القيادية وغير القيادية في كافة المؤسسات، بهدف تسمية المرشحين التابعين لهم لمساعدتهم في أن يكونوا في تلك المناصب دون أدنى اختبار حقيقي لهم.

 

هذا الفساد الإداري الذي يعتبر ركيزة أساسية لهدم الكفاءة والثروة البشرية يجب كبحه بنظام قوي يسمى «الجدارة»، وذلك من خلال إخضاع كافة المتقدمين للوظائف في الوزارات، والمؤسسات الحكومية لاختبارات حقيقية ومتزنة مبنية على معايير وأطر محددة لكل وظيفة على حدة، وضمن القالب الوظيفي، والتي من خلالها نستطيع أن نبرز الموهبةَ ونقيم الجهد الحقيقي المبذول من قبل المتقدمين دون تحيز، فتبقى الوظيفة أو المنصب الموجود مبنيا على الكفاءة والجدارة وليس على الموروثة أو الطبقية أو الجنس أو المناطقية أو غيرها من المحسوبيات.

 

 

وحتى نكون أكثر واقعية فإن هذا النظام أخذ حيزاً كبيراً من أقلام الباحثين والمفكرين، إلا أنه لم يكتمل ولم يطبق بالطريقة المثلى التي من الممكن أن يختبر بها كافة المتقدمين في الوظائف بشكل يكون فيه الشخص المناسب في المكان المناسب كما يقال، فالطرق المثلى لبناء نظام الجدارة يجب أن يرتبط به الاستحقاق:  كالأداء، والذكاء، والمؤهلات، والمستوى التعليمي، والذي يقاس في العادة بالخضوع للاختبار، بالإضافة إلى التقييمات المبنية على الإنجاز المتحقق من قبل المتقدم وهي الأهم بوجهة نظري.

 

 

فالنظام القائم على الجدارة ليس كغيره، فهو يحقق الاستمرارية في اختيار الأشخاص المناسبين لتلك الوظائف دون إجحاف للحقوق والجدارة، مما سينعكس على تلك المؤسسات والوزارات إيجابيا ويحقق لها الازدهار والنمو ويجعلها أنموذجا رائعا في التطور على كافة الصعد.

 

 

ومن الأمثلة على الدول التي قامت بتطبيق نظام الجدارة كانت سنغافورة والتي انتهجت النظام  كأحد المبادئ الأساسية التي تلتزم بها في عملية صنع القرار السياسي، ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن نظام الجدارة يعتبر مهما جدا ويجب تطبيقه كون سنغافورة مصنفة كواحدة من الدول الأقل فسادا في العالم من قبل منظمة الشفافية الدولية.

 

 

لهذا فنحن اليوم في أمسّ الحاجة باعتقادي إلى تطبيق هذا النظام، لأننا أمام تغيير شبه جذري بالحياة السياسية وذلك من خلال تمكين الأحزاب في الساحة السياسية وجعلها أقوى وأكثر فاعلية، ولأن هذا التغيير ضروري ومهم للعملية الإصلاحية فمن الطبيعي أن يتبعه التغيير الإداري، لهذا يجب تفعيل نظام الجدارة كي لا يكون معيار التفاضل المطلوب في الحصول على الوظيفة هو الانتمائية الحزبية.

 

 

من هنا يحب على الحكومة، إعادة النظر في ترتيباتها وطريقة اختيارها للمناصب القيادية وغير القيادية إلى مدى يمكنها من وقف تأثير الجماعات الضاغطة في توظيف مريديهم ومؤيديهم، وذلك من خلال الإسراع في تفعيل نظام الجدارة القائم على الكفاءة والوطنية.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023