افتتاح أول محطة لتعبئة غاز الحافلات والشاحنات والمركبات من حقل الريشة "المشاقبة والوحش": الأردن دولة عروبية جامعة والهوية الوطنية والمواطنة إنتماء - فيديو مصدر حكومي سوري: لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود إلى السويداء التربية : 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس قلق في تونس من تراجع تداول المعلومات بعد وقف "هيئة النفاذ الى المعلومة" من موهبة إلى أسطورة.. صلاح يحقق ما عجز عنه رونالدو وجميع نجوم "البريميرليغ" أول تعليق لصلاح بعد دخوله تاريخ الدوري الإنجليزي من أوسع الأبواب ليلة الوداع.. موعد آخر مباراة رسمية لميسي في الأرجنتين! الأهلي يكتسح القادسية ويضرب موعدا مع النصر في نهائي السوبر السعودي جيش الاحتلال يبدأ المراحل الأولى لهجومه على مدينة غزة أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه الأمير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر الاحتلال يعتقل الصحفي معاذ عمارنة من بيت لحم
القسم : بوابة الحقيقة
شهداء كرامة الأمّة
نشر بتاريخ : 3/19/2017 4:01:34 PM
د . عودة أبو درويش


د . عودة أبو درويش

النصر في معركة الكرامة ، ما كان له أن يسجّل أو أن يذكر التاريخ ذلك اليوم الخالد ، لولا الجنود الشجعان من جيشنا العربي ، الذين كان هدفهم وجلّ أمانيهم  الدفاع  عن وطنهم ، ووطن آبائهم ، باذلين في سبيله دمهم الغالي ، ليصنعوا نصرا مؤزّرا سجّل للجيش العربي الأردني ، وللفدائيين المؤمنين بقضيتهم ، بشهدائهم وأبطالهم الذين ما زال بعضهم على قيد الحياة ، يروون تفاصيل دحرهم لقوّات العدو بكثير من البسالة والحماس وحبّ الدفاع عن الأرض والوطن والعرض . هذا النصر حققه جنود جاؤوا من كلّ مدن الأردن وقراه ، فيافيه وبيداءه ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أوفياء ملتزمين بالطاعة ، عقدوا العزم على تحقيق نصر يكون اعادة لكرامة الأمّة ورفعة شأنها . أبطال ما كانوا ينادون بفئويّة أو اقليميّة ، ولكن نادوا بأن تعود للأمّة كرامتها .

شهداء معركة الكرامة ، سجّل لهم التاريخ صفحة في سجّل الأبرار الذين دافعوا واستبسلوا عن الغور والأردن والوطن العربي الكبير ، وكانوا قبل ذلك هم وآباءهم قد دافعوا عن فلسطين ، عن مدنها وقراها ، سهولها وجبالها ، واستشهد منهم من استشهد ، وبقي حيّا من روى لنا قصّة التلاحم في الدفاع عن الأرض . التلاحم الذي كان يعني بالنسبة لهم قوّة تعينهم في الدفاع عن وطنهم وشرفهم .

لن ننساكم أبدا ، ولن ننسى أسماءكم ، وسنستلهم منكم العزم والتصميم ، والقوّة في الدفاع عن حقّكم وحقّنا في الدفاع عن أرضنا ، ونعرف أنّكم اردتم أن تثبتوا لنا أنّه لا خوف من العدو الذي ظنّ العالم أنّه لا يقهر . انّكم جميعا أبطال ولكل بطل منكم قصّة بطوليّة علينا سردها لأنفسنا ولأولادنا لنتعلّم منها ،  ولكن اعذروني في أن أستذكر واحدا منكم ، ممن استشهدوا في معركة الكرامة ، وكان قد جاء من جنوب الأردن ، من مدينة معان ، وأسمه الملازم أول خضر شكري يعقوب ، رحمه الله . كان شابّا يافعا تخّرج حديثا من الكلّية الحربيّة . وفي المعركة كان ضابطا للملاحظة ، أي أنّه في موقع متقّدم ، يرصد حركات العدو .  ولمّا أحسّ أنّ العدو يمكن أن يكون قد عرف مكانه ، وخوفا من تقّدم العدو ومباغتة قوّات الجيش العربي ، أرسل نداء لكتيبته قال فيه ، طوّق العدو موقعي ، ارموا موقعي حالا ، أشهد أنّ لا اله الّا الله وأنّ محمدا رسول الله ، حققت الشهادة في سبيل الله .

كان الشهيد خضر قد ترك أمّه وأباه وأخوته وزوجته وولده الذي لم يره بعد ، موّدعا ايّاهم على أمل اللقاء  ، سامعا لدعوات أمّه له بالتوفيق ، وتحقيق ما يحلم به ، راجيا في سرّه أن تدعو الله له بالشهادة في سبيله . وكان ما أراده ، مستشهدا في يوم صادف عيد الأمّ ، التي رفعت يديها يوم استشهاده راجية الله العلّي القدير ، أن يدخله جنّات الخلد ، هو وأخوته شهداء الجيش العربي الأردني ، الذين لن ننساهم أبدا .
    

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025