تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ما مدى سوء انقسام أميركا
نشر بتاريخ : 1/28/2017 4:08:52 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
أ.د. محمد الدعمي

ان استلاله الجنرال جيمس ماتيس Mattis المعروف بــ”الكلب المجنون”، من بين جميع الجنرالات الأميركان إنما قد أخذ على محمل الجد من قبل المراقبين بوصفه اعتمادًا واضح المعالم على فاعلية “القوة النارية”، على حساب فاعلية “القوة الناعمة”. وهذا هو ما يطلق الكثير من الخوف والقلق حيال تعهد ترامب بالقضاء على من أسماهم “الإسلاميين الراديكاليين” ومحوهم حالًا من على وجه الأرض.

لا يمكن لأي مراقب حذق أن يخطئ حقيقة مفادها هو أن الولايات المتحدة الأميركية منقسمة على نحو مخيف يقض مضاجع الجمهور، بل وعلى مستويات متنوعة: بين اليمين واليسار، دعاة الإجهاض ودعاة الحياة، السود والبيض، دعاة قوة النار ودعاة القوة الناعمة، وبين الديمقراطيين والجمهوريين، حسب التقليد السياسي الأميركي التقليدي.

بل إن الأغرب مما ذكرته من عناوين انشطارات متناقضة أعلاه، هو أن الرئيس الجديد دونالد ترامب، قد ألقى خطابًا ناريًّا يوم افتتاح عهده على نحو يوحي بالسوداوية بالنسبة لقطاعات أميركية واسعة، فهو يكرس الانقسام بدلًا من أن يتجاوزه نحو مداواته وعلاجه. وإذا كان الرئيس ترامب قد دشن عهده بهجوم واضح المعالم على عهود الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه، وقد حضر أربعة منهم احتفال تنصيبه، فإن ما يثير الخوف، حد الهلع، داخل المجتمع الأميركي المتحسس والمتخوف من الفقر ومن التمييز على أشكاله، إنما هو بالضبط ما أشرت إليه في مقالتي لـ(الوطن) الغراء بعنوان “حكومة أصحاب المليارات” (يوم 10/12/2016)، أي إنه الخوف الهاجسي من “دكتاتورية رأس المال” بمعنى هيمنة هؤلاء الذين يملك ثمانية منهم من ثروة العالم نصفها. كان البعض من هؤلاء يجلسون خلف الرئيس الجديد، يصفقون لكلماته بسخونة كلما هاجم هو المؤسسات الحكومية بواشنطن العاصمة، وكأنهم لم يكونوا جزءًا من هذه المؤسسات التي كان الرئيس ينتقدها، دون اعتبار كافٍ لحضورهم واستماعهم إليه تحت المطر! ربما عد الأغنياء “نيويورك”، هي عاصمتهم الحقيقة، وليست واشنطن.

أما تنائي جمهور النساء عن مسيرة ترامب الموعودة، فلم تك تحتاج للكثير من التدقيق داخل وخارج الولايات المتحدة. في واشنطن العاصمة، أماطت مسيرة النسوة العملاقة اللثام عن أنواع الانقسامات والتشظيات الفرعية، من نوع: الأقليات، وجماعات حقوق الإنسان، والسود، والمرأة والاشتراكيين والرأسماليين.

وإذا كانت هذه المسيرات العملاقة قد نطقت بشيء مسموع وغير مبتور، فإنها قد نطقت بما يقض مضاجع الأميركان الآن، من مخاوف وهواجس تمس كل شيء على الإطلاق، خاصة إذا ما وضعت على خلفية مزاجية الرئيس الجديد واندفاعيته، ذلك الرئيس الذي لا يتحرج من مناقضة نفسه علنيًّا حتى عبر وسيلته المفضلة للاتصال بقطاعات الشعب الواسعة، ألا وهي “التويتر” أو التغريد.

وحيث إنه راح يحاول الآن دمل الجروح التي سبق أن تسبب بها لمداواتها، ابتداءً من زيارة استرضاء القائمين على وكالة المخابرات المركزية CIA وسواها من وكالات التخابر والتجسس والمعلومات، إلا أن استلاله الجنرال جيمس ماتيس Mattis المعروف بــ”الكلب المجنون”، من بين جميع الجنرالات الأميركان إنما قد أخذ على محمل الجد من قبل المراقبين بوصفه اعتمادًا واضح المعالم على فاعلية “القوة النارية”، على حساب فاعلية “القوة الناعمة”. وهذا هو ما يطلق الكثير من الخوف والقلق حيال تعهد ترامب بالقضاء على من أسماهم “الإسلاميين الراديكاليين” ومحوهم حالًا من على وجه الأرض.

لذا، فإن إيمان وزير الدفاع الجديد بالقنبلة والنار، معاكسًا للإيمان بــ”القوة الناعمة” التي لا تعتمد النار في حرب أميركا ضد الإرهاب، إنما يثير القلق، خشية النوبات الاندفاعية وتجاوز حدود العنف العسكري التقليدي، خاصة بعد تسليم ترامب لوح مفاتيح الأسلحة النووية.

يأخذ قلق النخبة المهيمنة على واشنطن، جمهوريين وديمقراطيين، مداه واضحًا في ظاهرة رئيس يدخل البيت الأبيض وليس معه من الوزراء سوى بضعة وزراء: وزير الدفاع، الجنرال ماتيس؛ ومستشار ووزير الأمن القومي، الجنرال “فلن”، وأخيرًا وزير الخارجية، “تيلرسون” أما بقية أعضاء حكومته التنفيذية، فإنهم ينتظرون في طابور للفوز بموافقة الكونجرس، الواحد بعد الآخر!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023