تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
حراكُ البؤساء وعراكُ النُّخب
نشر بتاريخ : 12/28/2022 6:34:20 PM
د. طلال طلب الشرفات

عندما ضاق سائقو الشاحنات وشركات النقل ذرعاً بأوضاعهم الاقتصادية قرروا الإضراب، وعندها سارعت الحكومة إلى التباحث مع نقابتهم واستجابت لمطالبهم، وحتى بعد اعتراض البعض على تمثيل النَّقابة لهم جرى الحديث معهم وتم رفع أجور الشحن وإجراءات أخرى، وهذا حق للمواطنين والقطاعات لا ينكره إلا متجنٍ أو مجافٍ للحق والحقيقة.

في الأردن -وربما في دول أخرى- ثمَّة مترصدين للأزمات للولوج من خلالها إلى مساحات الفوضى لاعتبارات متباينة؛ منها ما يتمثل في إفراغ الحقد المتراكم تجاه الدولة أو المؤسسات أو القائمين عليها، ومنها ما يتعلق بالاعتبارات السياسية ومحاولة تعبئة الجمهور بالمشاعر السلبية تجاه الدولة أو الحكومة أو النواب؛ لأسباب تتعلق بالثأر الانتخابي أو التعبئة الجماهيرية لمراحل لاحقة، أو لتفريغ الحقد السياسي تجاه الدولة بسبب توجهات عقائدية أو أسباب سياسية.

 

الليلة التي استشهد فيها العقيد الدلابيح سبقها يوم عاصف من دواعي التحريض والتعبئة ضد المؤسسات وبالعلن، وخروج قلة عن سلمية الإضراب واعتراض بعض الشاحنات القادمة من العقبة، وأثق أن معظم المضربين لم يكونوا راضين عن ذلك، ولكن الأمر خلق جواً مشحوناً من التحشيد؛ لتوسيع قاعدة الاحتجاج إلى مساحات أكبر من الوطن، وعزز ذلك جهد مناضلي "الفيسبوك والواتساپ" الذي أسهم في خلق جو عدائي تجاه الدولة ومؤسساتها، فكان بالتأكيد أحد أسباب إراقة الدم الأردني الزَّكي بأيدٍ غادرة مدانة من بين ظهرانينا في الجنوب الحبيب.

 

بعدها يخرج علينا المحرّضون والشَّتَّامون ودُعاة الفرقة والمناطقية البغيضة، وأيتام القوى المحبطة، ومحتكرو الحقيقة أولئك الذين يرفضون الآخر فينعون الشهداء، ويتباكون عليهم وبعضٍ منهم ما زالت أياديهم في صحن الأجنبي لا يريدون بالوطن إلا غدراً وضعفاً ورضوخاً للضغوط الدولية وربما الإقليمية فضاقوا ذرعاً بصمود الوطن وتمسكه بالمبادئ الراسخة وفي مقدمتها هويتنا الوطنية ونصرة القضية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف.

 

ما زلنا نقول: أن التعبير السلمي وفق أحكام القانون حق دستوري يتوجب على الحكومة أن تحميه، ولكن عراك النُّخبة السياسية والاجتماعية -إن صح التعبير- وركوب موجة حاجات الناس للانقضاض على الدولة ومؤسساتها هو خطر قاتل على منظومة الأمن الوطني والسلم الأهلي. وعلى ذاكرة الدولة أن لا تغفل عن هؤلاء، ورجال الدولة الذين يضعون رؤوسهم في الرمال في كل أزمة أو حادثة يتوجب على كل مسؤول شريف أن يضعهم في نصابهم الصحيح، كما أن على الدولة أن تفسّر سلوكها غير المفهوم تجاه هؤلاء، وذلك فقط كي يستقيم الفهم.

 

وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023