تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
نحو إدارة صراع النخب السياسية !
نشر بتاريخ : 12/26/2021 12:00:03 PM
د. طلال طلب الشرفات


 

د. طلال طلب الشرفات

 

المخاوف التي يثيرها بين الحين والآخر بعض الأقطاب والناشئين من النخب السياسية حول عناوين كبيرة في الشأن العام، والدفاع المستميت من الجهة المقابلة من قبل نخب وأقطاب اخرى تستند إلى حقائق وتفسيرات ونوايا يمكن فهمها في المجمل اذا اخذت بتجرد وبعيداً عن الاعتبارات الخاصة، ولكنها تخلق حالة من الصراع البنيوي وأشغال الرأي العام بقضايا هامشية او انها مرفوضة اصلاً ولا يمكن تسويقها او الدفاع عنها، والنخب الحية المخلصة تقدم النصيحة المخلصة بعيداً عن المشاكسة والمتاجرة بعيوب الوطن او تسويق الوهم.

 

ولكن الخطورة في هذا الشأن انها تخلق حالة من الصراع البنيوي الذي ينعكس فوراً على مزاج الرأي العام ويخلق حالة من الإرباك في إدارة الشأن العام، ومرد ذلك في الغالب الأعم عدم التيقن من مضامين الرؤى الملكية أو تلمسها بسطحية أحياناًاو تحليلها من فئات أخرى بمواربة وبانفعال؛ بل ربما وغالباً ما يتم توظيفها لوصم الأداء او المخرج بالحداثة والتطور رغم أن أفكار بعضهم موغلة في المحافظة والتشدد، لكن الانتهازية السياسية تجد لها مرتعاً خصباً في صراع النخب.

 

لا يجوز لأحد احتكار الحقيقة ولا ميزة لأردني على آخر إلا بقدر الإنتماء للوطن وخدمته بصدق والولاء للعرش، والفكرة التي تطرح في الفضاء الوطني لا يمكن سماعها من الأردنيين –كل الأردنيين– إلا إذا تم طرحها بلغة هادئة تغلفها المروءة ويلفّها التواضع، وجلالة الملك –حفظه الله ورعاه– هو لكل الأردنيين في الموالاة والمعارضة على السواء، ولمن هم في مواقع القرار وخارجه في كل الأحوال والأوقات، ومن يظن أن دوافع الصراع وأدواته وأساليبه هي بمأمن عن علم مؤسسة العرش هو واهم وغارق في براثن الطيش المؤقت والزهو المتعثر الذي لا يؤذي إلا من امتهن الوقيعة والصلف.

 

الوطن لكل الأردنيين المخلصين لترابه وقيادته وهويته الوطنية، والتحدي الأكبر يكمن في الإيمان والعمل على تحقيق الإصلاح الشامل الذي اختطه جلالة الملك وأكد عليه في كتب التكليف السامية، وخطب العرش في مجلس الأمة وكل هذا بدا واضحاً في تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي ستشكل مخرجاتها نقلة نوعية نحو أفق العمل السياسي الحزبي البرامجي المنظم إن قيّض لها أن تخرج كما هي في مجال الأحزاب والانتخاب، وهذا يتطلب تكاتف الأردنيين للنهوض بهذه الوصفة الأصلاحية.

 

للأسف؛ صراع النخب في مجمله يستند إلى أسباب شخصية أو براجماتية، أو ردود فعل على مغادرة السلطة، او محاولة لاستعجالها، وهي في ذلك تختلف عن وتخالف التجارب الحية في العمل الوطني التي تغادر الاعتبارات الشخصية وتنهض الى مستوى الآمال الوطنية، والأصل في النخب السياسية أن تكون قدوة لغيرها في عقلنة الخطاب، ورشد الممارسة لا أن تكون مساحة للوقيعة والانتفام، والفتنة واثارة الرأي العام بسبب أو بدونه، والأوطان تلعن العابثين بسلمها الأهلي والموغلين بإيذائها.

 

الوطن بحاجة ملحّة وسريعة لمراجعة شاملة لأداء النخب السياسية داخل السلطة وخارجها، ولجم بؤر الصراع المؤذية وتحييدها، واستبعاد الغارقين في مستنقعات الوقيعة والصلف والتمرد والنكران، وإعادة سبل العمل الوطني الشريف المنزّه عن الهوى والاستعلاء الى مسارها الصحيح، وحوكمة الأخلاق السياسية العامة ضمن بوصلة الإنتماء الوطني والولاء الصادق المجرّد، وإحلال الطاقات الوطنية النظيفة في مجالات البناء الوطني، وإعادة الثقة للموقع العام، ورصد مضامين الإخفاق العام بموضوعية وجرأة، ووضع معايير للكفاءة السياسية في كل مناحي الحياة العامة.

 

صراع النخب السياسية لم يعد يُحتمل على هذه الشاكلة، والمعالجة تقتضي اجتثاث كل من يحاول إضعاف الوطن أو الإتكاء على أزماته وجراحه؛ لأن الإخلاص والإنتماء هو مناط الكرامة، والقيادة الهاشمية هي معين الحزم والسبيل الأوحد للخلاص من كل الممارسات المؤذية لوطن هو بين الرمش منه والعين، وطن دخل مئويته الثانية يستحق منا أن نكون بحجم التحدي، وثقة عميد آل البيت الأطهار.

 

وحفظ الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023