تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
المسؤولية لا تخدش سقف الحريات
نشر بتاريخ : 11/10/2021 12:09:01 PM
نيفين عبدالهادي


 

الحديث عن الحريات يقودنا لطرق متعددة، قليل منّا يتفق مع الآخر بها، ففي الحديث عنها تختلف الآراء ووجهات النظر، وأنا هنا أتحدث عن حرية الرأي والتعبير، وفي الإختلاف بهذا الجانب اتفاق على الصواب وليس عيبا في أي طرح خاص بالحريات وممارستها، ذلك أن الاختلاف ظاهرة صحيّة ينتج عنها أفكار وآراء تثري من مشهدها وتجعله أكثر تنوّعا.

 

ولكن في سياق الحديث عن موضوع الحريات، على الجميع ادراك أن خيطا رفيعا بين الحرية المسؤولة والحرية المطلقة التي تغفل أي خصوصية للأشخاص وحياتهم، أو أي أسس اجتماعية أو اقتصادية أو حتى سياسية في بعض الأحيان، نحن عندها لا نتحدث عن الحرية الصحيّة التي باتت اليوم حاجة وليست ترفا، ذلك أن غياب المسؤولية فيما يكتب أي شخص يرغب بالكتابة حتى ولو كان في وسائل العالم الافتراضي، يفرّغ الحرية من جوهرها الايجابي ويجعلها سلاحا في وجه العادات والتقاليد وربما ضد المصالح الوطنية، وضد سلامة المجتمع وامنه، عندها لا تصبح الحرية حقا.

 

وفي ظل الحديث اليوم عن ثورة اصلاحية بيضاء، حتما تعدّ الحريات إحدى روافعه الأساسية، وكما أسلفت بين الحرية المطقلة والمسوؤلة خيط خفيف، على الجميع التنبّه له، فمارسة الحريات دون مراعاة خصوصية الآخرين، ومصالحنا الوطنية عندها تفقد معناها ، ففي انفصالها عن القيم والعدالة وخصوصية الآخر، لا تعود عندها حرية، انما ديكتاتورية التعبير .

 

الحريات قيمة تقود المجتمعات نحو الكثير من الايجابية والاصلاح، والتنمية، إذا ما مورست بشكل صحيح، وفي وضع الضوابط ليس انتقاصا من هذه الحريات أو اقصاءها عن مبدأ أنها حق من حقوق المواطنين كافة، ذلك أن لكل مسارات حياتنا ضوابط فلماذا نستثني الحريات من ذلك؟، بل على العكس قد تكون الحريات وضبط ايقاعها تجعل منها قيمة حقيقية لصالح الوطن والمواطن، ويدفع باتجاه مزيد من الحريات وتمنحها قوّة حقيقية للسير بالاتجاه الصحيح، وليس العكس وفق ما يفسره البعض بأنها شكل من أشكال تاخير خطى الحريات أو عرقلتها أو تقيّدها.

 

العشوائية تقود دوما للخطأ، وترك مركب الحرية يسير دون تحديد وجهة بوصلته بشكل سليم يبتعد عن اغتيال الشخصيات، أو اختراع أحداث الغرض منها الإساءة لشخص أو قطاع وربما للوطن في بعض الأحيان، أو توجيه اتهامات دون أدلة، أو غيرها من الممارسات السلبية التي يزخرفها أصحابها بصفة الحرية حق، تفقد الحرية من جوهرها، كونها حقا وكذلك موقفا مسؤولا وفكرا ناضجا وممارسة ايجابية، وللأسف ما يحدث من البعض باسم الحرية لا علاقة له بهذا الواقع وتجعلنا نعيش وهم الحريات وليس حقيقتها .

 

علينا جميعا الإيمان المطلق بأن المسؤولية لا تخدش سقف الحريات، إنما تنظمها وتجعلها حقا مصانا لا يمكن لأحد التدخل في بيتها الداخلي ما دامت تسير وفق ضوابط فكرية وعقلانية، وحتما تدفع باتجاه انضاجها ويضعها في مكانها اللائق، ويبرئها من تهمة المساس بالغير، وتشويه حياة الآخر، ذلك أن الحرية أن تمارس الحق لا أن تحبس ذاتك وأفكارك في ضيق الخطأ والسلبيات لذاتك أولا وللآخر ثانيا وثالثا وعاشرا .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023