مواطنون : فحص المخدرات قبل التلاسيميا للأشخاص المقبلين على الزواج – تقرير تلفزيوني وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 مصدر لـ" الحقيقة الدولية ": نتائج التوجيهي لجيل 2008 ستكون ورقيا بالمدارس والكترونيا افتتاح أول محطة لتعبئة غاز الحافلات والشاحنات والمركبات من حقل الريشة "المشاقبة والوحش": الأردن دولة عروبية جامعة والهوية الوطنية والمواطنة إنتماء - فيديو مصدر حكومي سوري: لن يكون هناك ممر إنساني عبر الحدود إلى السويداء التربية : 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس قلق في تونس من تراجع تداول المعلومات بعد وقف "هيئة النفاذ الى المعلومة" من موهبة إلى أسطورة.. صلاح يحقق ما عجز عنه رونالدو وجميع نجوم "البريميرليغ" أول تعليق لصلاح بعد دخوله تاريخ الدوري الإنجليزي من أوسع الأبواب ليلة الوداع.. موعد آخر مباراة رسمية لميسي في الأرجنتين! الأهلي يكتسح القادسية ويضرب موعدا مع النصر في نهائي السوبر السعودي جيش الاحتلال يبدأ المراحل الأولى لهجومه على مدينة غزة أمطار غزيرة وكتل من البرد تتساقط في مدينة الطائف بالسعودية (فيديو) وزير الإدارة المحلية: فصل بلدية بني عبيد نهائي ولا رجعة عنه
القسم : بوابة الحقيقة
الكبرياء لا يصحح الخطأ
نشر بتاريخ : 12/20/2016 11:01:03 PM
راتب عبابنه

بقلم: راتب عبابنه

بعد كل ما قيل وكتب وما سمعناه وشاهدناه من فيديوهات ومقابلات على الفضائيات مع من عاشوا عملية الكرك من ألفها إلى يائها، نجد أنفسنا أمام استنتاجات وحقائق لا يمكن الهروب منها. بل هي معطيات تفرض نفسها بقوة على الأداء الأمني إذا أقر المعنيون وجودها بعيدا عن المكابرة المكشوفة التي تدحضها الحقائق وواقع الحال.

والحكمة تقول الإعتراف بالذنب فضيلة، فإن تفاصيل ما جرى تظهر مواطن خلل لم يعد السكوت عنها مبررا. والإقرار بوجودها لا يقلل من هيبة أمننا ولا يزعزع ثقتنا بقدرته على التعامل مع أكثر الأحداث خطورة وحساسية. والهيبة تقوم على المصداقية والشفافية وليس على التصلب بالرأي والتمنع عن إبراز الحقائق حتى لو كانت مؤلمة. ومحاولة إضفاء عدم مصداقية ما يشيع بين الناس لا يأتي أكله إلا بتحري الدقة والصدق وكشف الحقائق الدامغة التي يمكنها دحض ما يدور بين الناس من روايات مختلفة.

أما الإكتفاء بالنفي وتأكيد مقتضب لما تقوله الجهات المعنية، ما هو إلا أسلوب التعامل بفوقية وفرض التصديق على الناس التي عاشت الحدث وحوصرت داخل القلعة. وسائل التواصل الإجتماعي متاحة للجميع ومن السهولة بحيث لا مجال للتكذيب أو الشك. أضف إلى ذلك ما شاهدناه على الفضائيات ممن كانوا جنبا إلى جنب مع رجال الأمن وعرضوا أنفسهم للموت كعادة الأردنيين الغيارى على كركهم ووطنهم والذين يهبون هبة رجل واحد كلما لمسوا خطرا يهدد أمن وطنهم.

وهناك من الحقائق ما يجعلنا نراجع العديد من أشكال النمطية المتوارثة والتي ثبت عدم توافقها مع المعطيات والمستجدات التي خلقتها الظروف المحيطة والجماعات المتطرفة وغذتها السياسات الداخلية الضاغطة التي أفضت لوجود فساد وبطالة متزايدة وعدم وجود جدية بمعالجة العراقيل الإدارية مما دفع بالعديد من الشباب ليكونوا صيدا سهلا للتطرف والإنحراف باتجاه من يتحشدوا لإيذاء الوطن وشعبه. والحقائق التي خرجنا بها من كل ذلك نجملها كالتالي:

1.   الشعب أمن والأمن شعب.
2.   التماهي بين السلطة والشعب عند الشعور بوجود ما يمكن أن يؤذي الوطن .
3.   وجود نمطية بالعرف العسكري تتلخص بانتظار الأمر وهي ما يكبل أيدي رجال الأمن من الإجتهاد بالحالات الطارئة والتصرف حسب ما يقتضيه الحال.
4.   في كثير من الحالات يعطى الغفير سلاحا غير مذخّر.
5.   تعرض الجندي للتحقيق والسجن بحال فقدانه أي من ذخيرته ولذلك يحرص على عدم استخدام سلاحه  حتى وإن اضطر لذلك تفاديا للمساءلة والعقوبة.
6.   نؤمن بأن المحاذير تقود إلى السلامة، لكن نأمل من المختصين في الجيش والأمن والدرك مراجعة هذه الناحية والخروج بآلية عملية تتوافق مع الواقع وطبيعة الحدث.
7.   ونسمع يوميا من المسؤولين أن الأردن مستهدف بأمنه وقيادته مما يستدعي تعديل وتطوير نمطية تذخير السلاح ونوعيته وتوفير الذخيرة الكافية للتمكن من الرد والمقاومة والإشتباك بعد طلب الإسناد بالأفراد والسلاح.
8.   زيادة الثقة بالقدرة على السيطرة على زمام الأمور عند الطوارئ خلق نوعا من الإسترخاء انعكس على مدى الجاهزية وسرعة الإستجابة لمثل هذه الحالة التي كشفتها الصدفة ولم تكن متابعة من قبل الأجهزة المعنية بسبب شدة سريتها.
9.   انتشار الأخبار غير الرسمية وتداولها بشكل فاضح هو غياب المعلومة الرسمية أو تأخرها.

كثير من العبر والدروس نستقيها من حادثة الكرك تقودنا لرفع مستوى الجاهزية والعمل على مراجعة سير العملية وتقييم التنفيذ والأداء خصوصا بظل حقيقة أن الإعداد والتجهيز ونوعية المواد كانت معدة لاستخدامها ربما بمواقع حيوية وتجمعات بشرية مع قرب عيد الميلاد المجيد ورأس السنة وانشغال الناس وخصوصا الأخوة المسيحيين باحتفالاتهم بالعيد.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025