تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
الرياح المتكررة
نشر بتاريخ : 7/25/2020 11:48:29 AM
أ.د. ابراهيم صبيح

عام 1955 ابتدأت الحرب بين فيتنام الشمالية المدعومة من الصين من جهة وفيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى. استمرت الحرب حتى بداية شهر نيسان عام 1975 عندما احتل الفيتكونج الشماليين معظم أراضي فيتنام الجنوبية وحاصروا عاصمتها سايجون.

 

في يوم 21 نيسان قدم الرئيس الفيتنامي الجنوبي هونج استقالته وهو يبكي قائلاً "لقد خانت أميركا حلفائها وتركتنا لقمة سائغة للفيتكونج". في جو من الهزيمة بدأ ترحيل الأميركيين وبعض من حلفائهم الجنوبيين إلى مطار سايجون واستمر ذلك حتى صباح يوم 29 نيسان عندما تم تدمير المطار فتحولت السفارة الأميركية إلى نقطة تجمع للهروب. كانت طائرات الهليكوبتر تهبط كل عشرة دقائق فوق سطح غرفة كبيرة مبنية على سطح الطابق الرابع من مبنى السفارة حيث تجمع هناك مئات الأشخاص وتسلق العشرات منهم سلماً حديدياً طويلاً ليصلوا إلى المهبط.

 

أعتبرت تلك أكبر عملية ترحيل بالهليكوبتر في التاريخ وأطلق عليها اسم "الرياح المتكررة" حيث تم نقل الآلاف إلى حاملات الطائرات الأميركية المُنتظِرة. مساء يوم 29 نيسان صدرت الأوامر بترحيل الأميركيين فقط وتـَرْك الفيتناميين الجنوبيين. تقرر أن تغادر آخر طائرة الساعة السابعة صباح يوم الثلاثين من نيسان. الصحفي الهولندي فانهيس كان يتمركز في ذلك الصباح في مبنىً مقابلٍ للسفارة فسجل بالكاميرا تلك اللحظة التاريخية عندما ُمنيت أكبر قوة على سطح الأرض بالهزيمة. العشرات من الفيتناميين الجنوبيين يقفون فوق ذلك السلم الحديدي الطويل المؤدي لمهبط الطائرة بينما الريح العاتية تعصف في وجوههم ورصاص القناصة يأز من حولهم. مساعد الطيار يقف فوق سطح المهبط ليمنع الناس من الوصول إلى الطائرة الممتلئة بالأميركيين. اثنان من الجنوبيين ينجحان في ترك السلم والوصول إلى سطح المهبط. يدلف مساعد الطيار هرباً إلى داخل الهليكوبتر التي ابتدأت محركاتها بالدوران ومعه ينجح جنوبي واحد فقط في أن يرمي نفسه إلى داخل الطائرة. الكاميرا جسدت الذهول والحسرة والصدمة والألم بينما المئات على سطح مبنى السفارة والآلاف من حولها يحملقون في الفضاء انتظاراً لطائرات هليكوبتر لم تأت قط. بعد مرور ساعة على مغادرة آخر طائرة لمبنى السفارة اقتحمت الدبابات الفيتنامية الشمالية أسوار القصر الرئاسي لتضع نهاية ً لمعركة سايجون وحرب فيتنام.

 

كانت خسائر أميركا في الحرب ستين ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى بينما تكبدت فيتنام مليون قتيل وثلاثة ملايين جريح. عام 1998 تم هدم السفارة الأميركية في فيتنام لبناء مبنىً جديد وتم نقل السلم الحديدي إلى أميركا. اذا زرت الولايات المتحدة وتوجهت الى ولاية ميتشجان فسوف تجد متحف الرئيس الاميركي جيرالد فورد. تتجول داخل المتحف فتجد حرب فيتنام مجسدة أمامك بصورها وأحداثها وبالموسيقى التي كانت سائدةً آنذاك. في زاوية من المتحف تجد طائرة هليكوبتر مدهونة باللون الزيتي المموج وهي نفس الطائرة التي قامت بالطلعة الأخيرة أثناء عملية "الرياح المتكررة". بجانب الطائرة يرقد السلم الحديدي الشهير الذي َشَّكل قطعة من تاريخ القرن العشرين. تقف هناك وتستمع إلى تسجيل صوتي للرئيس فورد يقول فيه "يوم الثلاثين من نيسان عام 1975 أغلقنا أبوابنا أمام هؤلاء الذين كانوا يقفون على سطح السفارة الأميركية للهرب من قمع الديكتاتورية الفيتنامية الشمالية فأضحى ذلك عاراً أُضيف إلى هزيمتنا العسكرية المذلة".

 

 يقول "ايرنست هيمنجواي" الكاتب الأميركي الشهير الذي نال جائزة نوبل للآداب: "الإنسان لم ُيخلق لكي ُيهزم وما ينطبق على الإنسان كمخلوق ينطبق على الأمم. يستطيع أي جيش محتل أن يدمر المدن والجسور والمدارس والاقتصاد ولكن روح الشعوب لا يمكن تدميرها".

[email protected]

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023