للمرة 36 في تاريخه.. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني قانوني : "أمن الدولة " تضرب بيد من حديد في تطبيق حرفية النص في قضايا المخدرات - فيديو استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف صهيوني شرق حي الزيتون بغزة جوجل تدفع لشركة آبل مقدار 20 مليار دولار سنويًا باستثناء سرطان الدم.. الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية لا يواجهون خطرا إضافيا للسرطان اليمن.. سيول جارفة تحاصر مواطني المهرة وتحذير من الساعات القادمة العثور على هيكل عظمي بمصر والامن يكثف التحقيقات الصحة العالمية: ألم أسفل الظهر المزمن سبب رئيسي للإعاقة! الحكومة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن وزارة التربية : إجراء اختبار وطني لطلبة الصف الرابع آلاف "الإسرائيليين" يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل فورية والإطاحة بنتنياهو "معهد الفلك": عيد الأضحى الأحد 16 حزيران فلكياً "ولادة بدون حمل" يثير جدلا بالشارع المصري التعاون يفشل فيما نجح فيه النصر والشباب أمام الهلال إكس تغير كيفية عمل الحظر للحد من إساءة الاستخدام

القسم : بوابة الحقيقة
كاريكاتير الديمقراطية
نشر بتاريخ : 11/25/2019 1:36:51 PM
أ.د. محمد الدعمي

تدل الاضطرابات الجارية في معظم مدن العراق هذه الأيام على توهم من يعتقد (كما كنا نفعل لعقود) بأن “الديمقراطية”، على شكلها المستورد من العالم الغربي ليست بمفتاح سحري يفتح أبواب عالم فردوسي غير موجود، إلا في خيالات بعض الحركات السياسية والأفراد الطوباويين، لسوء الطالع.

 

وإذا ما ادعى الرئيس الأميركي السابق، جورج بوس الابن، تكرارا بأن غزو العراق (2003) قد أرسى أعمدة الديمقراطية في قلب الشرق الأوسط المضطرب لتشع من بغداد على ارجاء الإقليم، الذي يعاني من متلازمة “اللاديمقراطية”، فالجمهور المكون من شبان بغداد ومن شبيبة المدن العراقية الأخرى قد رد ما ادعاه الرئيس الأميركي السابق الذي أمر باحتلال العراق، ثم جلس يراقب ما يحدث من تكساس، دون أن ينبس ببنت شفة حيال انهيار رؤيا الديمقراطية الفردوسية التي استحالت إلى نموذج يخشى وغير مرحب به عبر دول المنطقة والعالم، بدلا من أن تكون أنموذجا ترنو إليه شعوب هذه الدول. ودليل ذلك ليس ببعيد المنال، إذ لا يحتاج المرء إلا لتشغيل التلفزيون ساعة الأخبار ليرى خيبة الديمقراطية “جثثا هامدة وجرحى ينقلون على وجه السرعة إما إلى المقابر والمآتم، وإما إلى المفارز الطبية”.

 

إن الذي يصعب على هؤلاء الذين يتمسكون “بشبه الديمقراطية” هناك تصديقه هو ما جرى، خلال خمس عشرة سنة، من ترجمة مشوهة لمعطيات الديمقراطية ولنوافذ للفساد وأبواب للنهب المنظم الذي وصل حد يصعب معه اجتثاث شبكات عصابات اللصوص التي تبيع وتشتري المناصب المهمة على طريقة المزايدات العلنية، بناءً على المتوقع من مردودات مادية للمشتري وللبائع على حد سواء، لبالغ الأسف!

 

إن الاضطرابات التي جرت وتجري في سوح وشوارع مدن العراق إنما تشكل مشهدا مبكيا لمأساة الديمقراطية الجارية دهوك والبصرة، بسبب ما أجري لها من عمليات تشويه وحرف، لبالغ الأسف.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023