تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
شيطنة "الحريم" في ألف ليلة وليلة
نشر بتاريخ : 11/11/2019 5:56:13 PM
أ.د. محمد الدعمي

في سياق تأليفي، الجاري الآن، لكتابي الجديد الموسوم The Harem in the Colonizers’ Eyes، أي: “الحريم” في أعين المستعمر، اعتمدت افتراضية أساس، مفادها هو أن تشويه المرأة المسلمة وحرف صورة وجودها الاجتماعي في الثقافة الغربية إنما يضرب بجذوره عميقا في تربة العصر الوسيط أي على سنوات الاستقبال الغربي المبكر لظهور دين الإسلام. علما أن هذه هي ذات المرحلة التي شهدت حملة التشويه الشعواء الأساس التي استعرت على أيدي الكتاب الاكليريكيين في أوروبا، جزءا من موجة دعائية لمقاومة بدايات الفتوحات الإسلامية التي اقتطعت حوالي خمس ما كان يسمى بــ”العالم المسيحي” خلال بضعة عقود فقط.

وإذا ما كانت كتابات هؤلاء الكتاب مرآةً للجهل “بالدين الجديد”، كما كانوا يسمون الإسلام، بل وحتى بالعرب، فإن على المؤرخ وناقد الاستشراق (من أمثالي) أن يتكئ يرتكن واثقا إلى أن أولى النقاط التي استهدف المؤلفون الأوروبيون أعلاه مهاجمتها إنما كانت تركز على أوضاع المرأة في الإسلام، وذلك انطلاقا من الاعتقاد الخاطئ بأن إجازة “تعدد الزوجات” إنما هو شكل من أشكال الاستهانة والإقلال من شأن المرأة، على سبيل خدمة نزوات الرجال وشهواتهم.

وقد تواصل هذا النوع من التشويه والحرف والليّ لقرون متتابعة، درجة استعارة اللغات الأوروبية لفظ “الحريم” Hareem أو Harem العربي في هذه اللغات وثقافاتها الشائعة كي يتم “أثقالها” على نحو عدائي، فيما بعد، أي إثقالها بكل ما من شأنه المزيد من الليّ والتشويه نزولا حتى عصر ترجمة حكايات (ألف ليلة وليلة)، الأكثر شهرة هناك بعنوان (الليالي العربية) The Arabian Nights، حيث تعد هذه الحكايات نقطة مفصلية في حملة تشويه الإسلام والإساءة في تصوير أحوال النسوة في مجتمعات هذا الدين الحنيف. بل، وقد عدت الحكاية التأطيرية الأساس (أي حكاية شهرزاد وشهريار) التي تنشطر إلى حكايات أصغر على نحو عنقودي، نقول عدت كحكاية تؤكد وتوثق فكرة استغلال المرأة وعدم الاهتمام بمصيرها، ناهيك عن صورة “المرأة المسلمة” (الداهية) القادرة على المناورة للنجاة بحياتها من نزوات ونزق سيدها الدموي، شهريار، ذلك الرجل المزاجي الذي يعاني من شكل من أشكال “العصاب” المرضي، حسب منظوراتنا الحديثة اليوم.

لقد استحالت قصص ومغامرات حكايات (الليالي) إلى شيء أشبه ما يكون بالأدب الفلكلوري الطريف الذي لا يخلو من “الإباحية” الممتعة بالنسبة لفئة كبيرة من شبيبة تلك العصور في أوروبا، بل وحتى من كبار أدبائها، خصوصا وأن تصوير المرأة المسلمة أضحى أقرب إلى تصوير المرأة التي يستعصي تلبية رغباتها، تجسيد زيادة على قدرتها الفائقة على الإفلات الزئبقي (في الحكايات) من رقابة الأب أو الأخ أو حتى الابن الأسمر القاسي الذي غالبا ما يحاول فرض سلطته عليها. وهكذا لعبت الحال أعلاه دورا كبيرا للإيحاء للقارئ الغربي عامة بأن “الحريم” قادرات على الحيلة والمناورة وعلى استغفال هؤلاء الذين يشتغلونها ويضغطون عليها، حتى ليشعر المرء بأن العقل الذكوري الغربي قد عمد إلى “شيطنة المرأة” المسلمة البغدادية والبصرية والقاهرية والأصفهانية على سبيل توظيفها للمزيد من “الإثارة” والجذب في الثقافة الغربية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023