تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
طرائف من تجربتي في الهند
نشر بتاريخ : 10/18/2019 8:44:56 PM
أ.د. محمد الدعمي

همس أحدهم في أذني بعد التحاقي ببعثي للدكتوراه في الهند منوها إلى ضرورة تعليق صورة “للسيد الرئيس” في شقتي هناك، مضيفا “لن تنجو قط من كبسات ضباط المخابرات مهما بعد مكان دراستك، فهم “سيكبسون”، أما كزيارة أو دعوة عشاء، شقتك لملاحظة التزاماتك الوطنية من آن لآخر”!

وفعلا، ما أن استأجرت شقة بالقرب من المعهد الذي درست فيه، حتى تأكدت من تعليق صورة له على جدار غرفة الجلوس، تجنبا للإشكالات. بيد أن صورة رئيس الجمهورية العراقية السابق بالبزة العسكرية جلبت لي متاعب من نوع آخر، إذ لاحظ مجموعة من الصبية من أصدقاء ولديّ الصورة معلقة، فاستفسروا منهما: هل والدك من أقارب رئيسكم؟ أما ولدي، فلم يعرّضا أصدقاءهما لخيبة أمل قط، إذ أكدا أن: “نعم، بابا، هو ابن عم الرئيس!”

ولم يمر وقت طويل في تلك المدينة الهندية الكبيرة حتى انتشر خبر “قرابتي” من الرئيس عبر الأثير بين العشرات من العوائل حوالي منطقة سكني. ولأني كنت أدرك أن هذه هي “جريمة انتحال صفة”، حاولت جاهدا أن أكذب الخبر أمام الصبيان من أصدقاء أطفالي وأمام الناس عامة، ومع ذلك، فقد ذهبت جهود “التكذيب” هواء في شبك، لبالغ الأسف.

حتى حدث الآتي: “فإذ كنت أهيئ طعام الفطور على مائدة المطبخ الصغيرة في أحد الصباحات البهية، مع الشاي الساخن قبل إرسال ولديّ إلى الروضة، دق جرس الباب الخارجي لشقتي، فتحت الباب وإذا بسيدة لم يكن عمرها يقل عن سبعين سنة ترتدي الساري الهندي معها رجل يستحق الملاحظة نظرا لضخامة جسمه. وبعد أن تفضلا بالجلوس في شقتي، وقد كانت زوجتي قلقة، تترقب ما الذي يريده هذان الشخصان اللذان لم يسبق أن رأيناهما ـ بدأت السيدة العجوز بالكلام معنا، بينما بقي الرجل العملاق جالسا إلى جانبها يلتزم الصمت. هي قالت: إن ولدي هذا الجالس أمامكم يتعرض للتهديد بالاعتداء، بل وبالقتل من قبل “عصابة”.

ولكن المفاجأة كمنت لحظة أن استفسرت حول علاقتي بهذا الموضوع الخاص بولدها، أجابت العجوز بأنها قد قدمت إلي طلبا بالحماية، أي حماية ولدها العملاق الجالس إلى جانبها.

قلت، ولماذا تفضلت باللجوء إلي، وأنا باحث أجنبي جئت للدراسة وبحاجة للحماية شخصيا، أوضحت العجوز، بالقول: “جئت إليك لأنك رجل قوي!” واستدراكا للتمادي في القيل والقال، سألت العجوز وولدها العريض المنكبين: “وكيف عرفتِ بأني رجل قوي؟” أجابت السيدة بأنها استنتجت هذه “الحقيقة” بسبب الشخص الظاهر في الصورة المعلقة على الجدار، أي صورة الرئيس السابق بالبزة العسكرية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023