تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
"الدكتور جوجل"
نشر بتاريخ : 2/23/2019 5:09:12 PM
أ.د. محمد الدعمي


بعدما اطلعت، لأول مرة، على ما يقدمه “الدكتور جوجل” Doctor Google من وصفات وعلاجات طبية بعد استشارته على شبكة المعلومات الدولية Internet، استذكرت عددا لا بأس به من الأطباء المختصين الذين أراجعهم من آن لآخر في الولايات المتحدة الأميركية، من هؤلاء الأطباء الاستشاريون الذين غالبا ما يرون المريض لبضع دقائق للاستفسار عما يشتكي منه، ثم يغيبون مددا طويلة، تاركين المريض في غرفة الفحص بالانتظار.

إلا أن اطلاعي على “الدكتور جوجل” أعلاه قد أزال الغشاوة عن ناظري بقدر تعلق الأمر بدوافع وأسباب تغيب الأطباع عن المريض أثناء الفحص، أو قبله، إذ تبين لي أن “الطبيب اللبيب” الذي (كان سابقا يعرف كل شيء)، أي الذي كنا نراجعه على سنوات الطفولة، قد انقرض، بدليل أن المختصين الآن يرجعون إلى حواسيبهم في مكاتبهم (سوى غرف الفحص) لمعرفة الذي يشتكي منه المريض، ثم للحصول على اسم الدواء الذي يحتاج المريض إليه. وهذا يعني أن الطب “الإنسايكلوبيدي” كما كنا نعرفه سابقا لم يعد موجودا، ربما باستثناء الجراحات التي يصعب على الجراح خلالها ترك مريضه في “مسرح العمليات” من أجل استشارة جوجل عما يتوجب فعله.

ربما كان هذا هو ما يفسر عزوف ملايين الأفراد عن مراجعة أطبائهم كلما اشتكوا من عارض صحي، ذلك أن “الدكتور جوجل” يعرف كل شيء بل ويجهز لمريض بما يحتاج إليه، ثم يقدم لمريضه الوصفة الأدق التي يمكن لهذا المريض أن يصرفها، ليس من الصيدلية القريبة من عيادة الطبيب، بل من صيدلية، قد تكون موجودة على الإنترنت، فيضع الطلبية الدوائية (الأرخص سعرا) ثم يبتاعها المريض كي تصله الأدوية خلال بضعة أيام إن لم تصله في اليوم التالي.

بيد أن “رأس المال” المتعامي لحصاد الأرباح فوق الأرباح، يحارب “الدكتور جوجل” المتوفر في كل بيت له اشتراك بالإنترنت، إذ راحت بعض شركات الأدوية الاحتكارية التي لا يهمها سوى المتاجرة بصحة المواطنين تفرض أسماء أدويتها على “الدكتور جوجل” كي يصفها لمرضاه، فتحصد المزيد من الأرباح، حتى لو كانت هذه الأرباح على حساب صحة ورفاه المرضى.

لذا، فمع النصيحة الأخوية لاستشارة الدكتور جوجل ومحاولة الاستفادة مما ينصح به، يتوجب على المرء أن يحذر مما تفعله الشركات الصيدلانية في سبيل تسويق أدويتها، حتى لو احتوت على مواد قاتلة، إذ تعاني الولايات المتحدة الأميركية اليوم من تفشي “وباء الإدمان” على الأدوية المسكنة التي راحت تحل محل مهربي المخدرات بسبب تسويقها عبر “الدكتور جوجل” والصيدليات على الإنترنت دون الحاجة لصداع مراجعة طبيب العائلة.

بلى، استشر “الدكتور جوجل”، ولكن احذر ألاعيب رأس المال!

*كاتب وباحث أكاديمي عراقي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023