تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
مواجهة ومجابهة الأزمات
نشر بتاريخ : 2/18/2019 2:13:00 PM
فادي محمد الدحدوح

 بقلم: فادي محمد الدحدوح

 

يعتبر علم دراسة الأزمات من العلوم الهامة والتي أصبحت تلقى اهتماماً كبيراً في الوقت الحاضر، وذلك لتوقعنا زيادة عدد الأزمات التي تعصف بواقعنا في الوقت الحاضر والمستقبل، وتعقد الأنظمة المعلوماتية، وفي ضوء تلك الزيادة المتوقعة، فقد أصبح من الضروري وضع بعض النظم التي تمكن المجتمعات المختلفة من إلغاء أو التقليل من تأثير تلك الأزمات عند حدوثها.

 

تجابه المؤسسات الحديثة تغييرات بيئية متعددة، سريعة ومفاجئة، ولأسباب مختلفة، مما قد يسبب حدوث أنواع مختلفة ومتعددة من الأزمات والتي تختلف في أسباب ومستويات حدوثها، وشدة تأثيرها، ودرجة تكرار حدوثها.

 

إن مواجهة الأزمات تعد من المفاهيم الحديثة التي ما تنفك تحظى باهتمام متزايد في العلوم الإدارية ويرجع البعض ظهور المفهوم المذكور إلى اهتمام الدول والمنظمات بتحديد السياسة أو الموقف الملائم الذي يجب إتباعه تجاه الظروف الطارئة والأزمات المفاجئة وهذه الأزمات تهدد استمرارية المنظمة وبقاءها وقدرتها على المنافسة، وتضع سمعة وبقاء المؤسسة في بوتقة الاختبار، بحيث أن المنظمات التي لا تستطيع التعامل مع الأزمات من خلال الإدارة الفعالة لمراحل الأزمة المختلفة لا تلحق بالركب ويكون مصيرها التخلف والانهيار.

 

إن هناك العديد من الأزمات الداخلية والخارجية بمختلف أشكالها التي من شأنها أن تعطل عمل تلك المؤسسات، الأمر الذي يستوجب الحاجة لرص الصفوف والتوحد لتعميق الإدراك والفهم بأهمية مواجهة الأزمات وكيفية التعامل معها منذ ظهورها، بل وحشد كافة الإمكانيات البشرية والمادية المطلوبة لتأمين احتياجات السيطرة والمواجهة من أجل المحافظة على استمرار عمل  المؤسسات المختلفة وحماية الوطن وتخفيف آثار تلك الأزمات.

 

ومهما تعددت وتنوعت مجالات حدوث الأزمات سواء كانت سياسية،عسكرية، اقتصادية،أمنية أو إدارية فإن المضمون والفحوى المشتركة في كل الحالات هو عملية اتخاذ القرارات، وأن لكل أزمة من هذه الأزمات خصائصها المميزة التي تتطلب أسلوب عمل معين لإدارتها والتصدي لها، إلا أن كل الأزمات تخضع لمعايير وعناصر عامة مشتركة في التخطيط لها والإعداد الجيد لتجنب الوقوع فيها، أو التخفيف من آثارها السلبية وزيادة فرص تحويل آثارها لصالح المؤسسة.

 

إن الكثير من الأزمات تبدأ صغيرة، ونتيجة لانعدام القدرة على مواجهتها وإدارتها بالطريقة الصحيحة، تتفاقم وتصبح إعصار مدمر للمؤسسات والعاملين فيها، لذلك فإن الأشخاص الموكلة إليهم عملية مواجهة الأزمات من الضروري أن يتمتعوا بالصفات القيادية المتميزة من حيث الكفاءة والخبرة والقدرة والثقة بالنفس وقوة الشخصية، حيث أن كل تلك الأبعاد في شخصية القائد تجعل من السيطرة على الوضع القائم أمرًا ليس بالتعقيد الكبير كما أن كل أزمة تحتوي بداخلها بذور النجاح وجذور الفشل كذلك، وحصاد ذلك النجاح الكامن هو جوهر عملية المواجهة الحقيقية والفاعلة للأزمة، وعدم التعامل وفق ذلك هو النزعة بعينها نحو التحرك من وضع سيء إلى وضع أسوأ.

 

إن تحليل الأزمات لتحديد دورة حياتها يساعد فريق إدارة الأزمة بالتنبؤ بالنتائج المتوقعة لكل مرحلة من مراحل تلك الدورة وربما لا تصل الأزمة إلى مرحلة النمو أو مرحلة النضج عند التدخل في الوقت المناسب وبالفاعلية المطلوبة، وربما لا تولد الأزمة، فالإدارة الناجحة تستطيع تجنب الأزمات حتى قبل أن تولد لذلك.

 

لهذا تتطلب مواجهة ومجابهة الأزمات وجود نظام معلومات دقيق ومتكامل عن الأزمة يتسم بالدقة والشمول والوضوح والفعالية وقادر على تزويد القائمين على إدارة المنظمة بالبيانات والمعلومات الدقيقة عن كافة الظروف التي يحتمل أن تهيء الأجواء لخلق أزمة، وذلك من أجل وضع الخطط الوقائية لإزالة أسبابها، بعد تحليلها واكتشاف نقاط الضعف فيها ورسم السيناريوهات اللازمة لمواجهتها.

 

أخيراً، يعتبر الأسلوب العلمي في مواجهة ومجابهة الأزمات هو الأسلوب الأكثر ضماناً للسيطرة عليها وتوجيهها لمصلحة المنظمة، حيث أن أصبحت الأساليب الاجتهادية أو الحماسية وحدها غير كافية للتعامل مع الأزمات الحديثة لتعقدها وتشابكها، وصعوبة المخاطرة.

 

Email: [email protected]

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023