تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
القوارض: اقرض وعش مليونيرا
نشر بتاريخ : 2/17/2019 7:25:18 PM
أ.د. محمد الدعمي


تعصف بالولايات المتحدة الأميركية الآن ظاهرة، أطلقت أنا عليها عنوان: “البحث في الدفاتر العتيقة”. وهي الظاهرة التي قادت لأن يسرع كل مسؤول أميركي (فيدرالي، أو محلي) إلى الاستماع لأنباء الصباح حال نهوضه من النوم للاطمئنان على أنه لم يمس بفضيحة تعرية حتى ذلك اليوم. أي فضيحة من قبل واحد من آلاف “القوارض” الذين احترفوا البحث في الدفاتر العتيقة والسجلات القديمة، خصوصا وأن ظفر أحد هؤلاء الآلاف من “البحّاثة” بفضيحة على أحد السياسيين المبرزين والأغنياء إنما يعني فتح “باب الجحيم” على ذلك السياسي، حرفيا.

وإذا لم تعد “حكايات” بائعات الهوى، من بنات الليل حول المرشح الرئاسي (آنذاك)، دونالد ترامب، من المسائل الساخنة بعد تقادم سنتين وأكثر عليها، فإن ما جرى في الأسبوعين الماضيين بولاية “فرجينيا”، يميط اللثام عن “خطورة” و”ربحية” صنع الفضائح وتسويقها في أميركا.

أما قصة حاكم فرجينيا، المطالب اليوم بالتخلي عن منصبه جماهيريا، فإنها تستحق القراءة بكل تأكيد، نظرا لأنها تلقي الضوء على ما ينخر مؤسسات الدولة من فساد ومخالفة للأعراف الأخلاقية المعتمدة علنا وقانونا هناك: فعندما اكتشف “بحاثة” صورة لهذا الحاكم في كتاب الجامعة سنة تخرجه، الذي يعود إلى عقد الثمانينيات من القرن الزائل، كان الحاكم مطمئنا على نفسه وعائلته وعلى وظيفته، إلا أن الصورة المكتشفة (التي تمثله وقد دهن وجهه باللون الأسود لتجسيد شخصية “الوجه الأسود” المضحكة)، إنما تدينه لعنصريته ضد السود.

أما عندما جرى بدأ التفكير تلقائيا بنائبه الأسود، جستن فيرفاكس، ليحل محله بديلا لمنصب الحاكم، فقد تضاعفت الفضائح على نحو متسلسل، بل وقادر على التناسل والتكاثر على نحو لا نهائي. إذ إن “أستاذة جامعية” أعلنت مباشرة بأنها سبق أن قابلت “جستن” هذا في فندق، وبأنه أرغمها على أداء الفعل الجنسي بعد التقبيل، إذ راحت الفضيحة تلقى أصداءً كثيرة لمنعه من تسنم منصب الحاكم، بديلا عن الحاكم المفضوح الأول. ثم ما لبثت أن أعلنت امرأة أخرى بأن جستن الأسمر أعلاه كان قد اغتصبها عندما كانوا تلاميذ في الجامعة.

أما المرشح الثالث لمنصب “حاكم فرجينيا” على التوالي، حسب التقاليد الدستورية، فهو المدعي العام للولاية، أي الرجل الذي يتولى الــ”حاكمية” عندما يغيب الحاكم الأصل ومن يتلوه، فإنه قد استبق انطلاق بحث الآخرين في دفاتره العتيقة عن فضائح تحرمه من تسنم المنصب، بأن أعلن بنفسه، طوعا، أنه سبق أن دهن وجهه بصبغ أحذية “قهوائي” اللون قبل عقود، استهزاءً بالسود الذين يشكلون نسبة كبيرة جدا من سكان ولاية فرجينيا. ربما كان هذا إعلانا “استباقيا”، للتحوط من خروج المحترفين من صيادي الفضائح لإماطة اللثام عما كان يفعله من ممارسات لا أخلاقية سابقة. وإذا كان هذا إجراءً إجهاضيا مبكرا من قبل المرشح الثالث على التوالي، فإنه لم يمنع تيار صناعة المال بتوظيف الفضائح في أميركا: إذ أعلن محرر أحد الصحف المتعاونة مع الرئيس دونالد ترامب، بأنه قد ينشر صورة عارية فاضحة لأغنى رجل في العالم، أي لـ”جيف بيزوس”، صاحب ومدير “شركة أمازون” العالمية، على سبيل “حلب” الأموال منه للتغطية على هذه “المخازي”. وهنا، يبقى المرء حائرا حيال حياة جبابرة أميركا: فهل يمكن أن ينجو أغلبهم من هذا التيار الفظيع!

*كاتب وباحث أكاديمي عراقي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023