تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
الشرفات يكتب: هل ينجح الرزاز في كبح جماح الفساد .. ؟!!
نشر بتاريخ : 1/25/2019 11:02:38 PM
د. طلال طلب الشرفات


بعيداً عن رأينا المعلن في ضرورة وجود فريقاً وزارياً متجانساً ومؤهلاً لقيادة المرحلة في المجالين السياسي، والاقتصادي، ورغم إدراكنا لحالة الهلع الصامت، والارتباك الكامن، والقفز العشوائي في القرارات، والزيارات التي تعتري عدداً ليس بقليل من الفريق الوزاري، إلا أن الرئيس قد جاء إلى الدوار الرابع متحصناً بسيرة نقية، وسريرة نظيفة، وتاريخ نزيه مشبع باحترام الذات، وسيادة القانون؛ تاريخ كان الأرضية اللازمة لاتخاذ قرارات وطنية، وشجاعة، وإن كانت لا تزال غير كافية لمحاربة الفساد، والفاسدين.

وعلى اعتبار أني من المتابعين لملف النزاهة، ومكافحة الفساد وكنت ناقداً حاداً لممارسات دولة الملقي في التعاطي مع ملف الفساد في قطاعات مهمة تبين مع الوقت خطورة ما كنت أشير إليه في الجمارك، والبلديات، والصحة، والأشغال والمنطقة الاقتصادية، وغيرها، فان الحالة الوطنية ما زالت تشهد غضباً شعبياً عارماً؛ لا يمكن ترميمه بقرار هنا او تصريح هناك، ولا يكفي فيه ان تطل علينا الناطق الرسمي بتصريح غير مقبول بان الحكومة اوفت بوعدها، وهو تصريح يتضمن عدم ادراك لوعي الناس، وفهم أوجاعهم.
أما الرئيس الرزاز الذي ورث تركة ثقيلة من سابقيه فقد حاول أن يفعل شيئاً، فأنجز بعض الشيء، ولكن الجهد الأهم ما زال يراوح مكانه، فالإنجاز لا يكون بتحويل قضية، أو قضايا؛ وإنما بثورة تشريعية، وإعلان حالة الطوارئ في السياسات، والقرارات، وتقييم الأشخاص والمواقع.

بحدود علمي حاول الرئيس إجراء تعديلاً جذرياً على قانوني الكسب غير المشروع، والنزاهة، ومكافحة الفساد، وقد نجح في تمرير الأول بتحسينات طفيفة لا تذكر، وما زال الآخر يراوح مكانه في أروقة اللجنة القانونية في مجلس النواب، واحال المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة، وإن كنت أثق بأن الرئيس قد امتلك ناصية القرار في اختيار وزرائه، ولم يوفق في نصفهم على الأقل ، فهل يمارس دوراً وطنياً في اعادة انتاج المؤسسات الرقابية وفق أسس مهنية راسخة لا تنحاز الا للحقيقة والمصلحة الوطنية العليا، وهل يحتمل الظرف الوطني المجاملة، وقد أضحينا على حافة القلق الأكيد والغضب العنيد.

الرئيس نجح - من خلال المؤسسات الوطنية - في جلب مطلوباً مهماً في إطار القناعة الشعبية، ولكني ما زلت أقول إن محاكمة المتهم أمام قاضيه الطبيعي في القضاء المدني هو واجب يرتبط بمفهوم دولة المؤسسات، والقانون وليس خياراً للحكومة، سيّما وأن تتبع الأموال المتحصلة من الفساد تتطلب أحكاماً قضائية صادرة من محاكم مدنية، وليس من محاكم خاصة تجاوزها الزمن، وسلوك المجتمعات المدنية المتحضرة.

عندما اختصر الحكومة في شخص الرئيس؛ يكون السبب إدراكي للنهج التقليدي لأغلب الوزراء، وتبعثرهم بين اللامبالاة، والاختباء حول الممارسات التقليدية للوزراء، ولكن الرئيس الذي يريد أن يسجل علامة فارقة في آداء الرؤساء عليه إدراك أن مهمة كبح جماع الفساد يتطلب نهضة وطنية شاملة في السياسات، والتشريعات والقرارات، وإعادة بناء المؤسسات الرقابية وفق معطيات الأمل الوطني، ومقتضيات المسؤولية الدستورية.

الرئيس الذي خسر فرصة تاريخية في تعديل حكومي موسع يعطي للحكومة بريقاً سياسياً، ووطنياً، ويعيد الأمل لنواياه، وتوجهاته؛ عليه أن يدافع عن قناعته الوطنية في تعزيز النزاهة بقرارات وسياسات مقنعة وجذرية، بل عليه ان يحفر الصخر ويحتمل الشوك لتطبيق خطة وطنية فاعلة لتعزيز النزاهة، وتجفيف منابع الفساد في الفقر والبطالة والسياسة؛ فالواقع الوطني لم يعد يحتمل مزيداً من عمليات التجميل التي لا تزيد وجه الأداء العام الا تشوهاً، والبهاء الوطني الا شحوباً، وللحديث بقية....!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023