الملاكم كانيلو ألفاريز يهزم مونغويا ويحتفظ بألقابه العالمية ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق الأمانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع عدم الاستقرار الجوي رئيس الجامعة الأردنية: لا ينبغي تعليم أطباء المستقبل بمناهج الأمس البلقاء التطبيقية تشارك في أعمال ملتقى وأسبوع التعليم العالي الأردني الكردستاني 2024 في أربيل قطع أراضٍ وملايين الدنانير ومكافآت شهرية لمنتخب العراق المتأهل لباريس 12 مديرية بدلا من 42 و5 امناء عامون.. تفاصيل استحداث وزارة التربية والموارد البشرية الملكة رانيا تحذر: استمرار الحرب على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي القائم على القواعد الإفتاء الأردنية تطالب من صام يوم الخميس الماضي إعادته ٢١٥ مستفيدا من الحملة الطبية السنّية المتخصصة للبر والاحسان في قريتي رحمة وقطر مستعمرون يحتجزون مزارعين في الخضر جنوب بيت لحم إصابة 7 جنود صهاينة في قصف كتائب "القسام" موقع كرم أبو سالم بغلاف غزة إصابات بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال في أوصرين جنوب نابلس الأرصاد: الأداء المطري لنيسان الماضي دون معدلاته الشهرية في أغلب المناطق

القسم : بوابة الحقيقة
غارقون في الفشل.. لماذا نفتقد ثقافة إدارة الأزمات؟
نشر بتاريخ : 1/22/2019 8:43:06 PM
فادي محمد الدحدوح

بقلم: فادي محمد الدحدوح

ومع دخولنا المتسارع لعام 2019م، ما زالت مجتمعاتنا العربية تعاني العديد من الأزمات والكوارث بل هناك شعوب كاملة تعاني من الهجرة والتشرد وضيق العيش، وحروب مستمرة، ودمار رهيب، وأفق لا يكاد يتضح، وعيون ترنو لمستقبل مشرق، لقد أضحت الأزمات من المفاهيم واسعة الانتشار وكثيرة الاستخدام في مجتمعاتنا ولدى الباحثين ومراكز الدراسات العربية، حيث أصبحت أجد وأرى العديد من مراكز الدراسات الاستراتيجية وطلبة الدراسات العليا يركزون في أبحاثهم عن تناول موضوع الأزمات والكوارث بشكل متفاعل، ويقدمون العديد من التوصيات والمقترحات الهادفة لمعالجة قضايا وأزمات الأمة المختلفة، أضف لذلك عقد العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل في هذا المجال؛ نظراً لأن عدد الأزمات المحتمل حدوثها فيما يبدو لا نهائياً خاصة في ظل الظروف التي يعيشها المجتمع العربي. 

إن منظماتنا العربية وقيادتها مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بالتوجه الحقيقي الجاد والفاعل والمشترك مع كل صناع القرار وفئات المجتمع بكافة مكوناته، للتعامل مع الأزمات كافة بأساليب إدارية متقدمة عصرية ووفق منهجية علمية؛ تعمل على تحقيق المناخ المناسب للتعامل مع تلك الأزمات والتغلب عليها والخروج منها بأفضل الطرق والوسائل، وتحقيق الرفاهية للأفراد.

إن التعامل مع مختلف الأزمات المتتابعة التي تعصف بمجتمعاتنا العربية ينبغي أن لا يخضع للإجراءات نفسها المنصوص عليها في التعامل مع المشاكل المختلفة  من خلال الإهمال والتغافل عن هموم الأفراد؛ حيث أن طبيعة الأزمات كبيرة وخطيرة ومتشعبة وتتناول العديد من الجوانب التي تمس بقضايا جوهرية، وهي بحاجة إلى التدخل السريع والحاسم والسليم، باستخدام إجراءات حقيقية فعلية تساعد على التعامل مع الأزمات في ظل ضيق الوقت وتسارع الأحداث.

كما أن الأزمات المختلفة والمتنوعة التي تضرب المجتمعات العربية ينبغي ألا يخضع للعشوائية، وسياسة الفعل ورد الفعل، بل لا بد لصناع القرار وقيادتنا أن يضعوا التعامل مع الأزمات للعمليات المركزية من خلال قيادة مشتركة؛ لمنع وقوع الأزمات، والحد من آثارها السلبية، وذلك من خلال التخطيط الحقيقي الفعلي السليم من خلال وضع التصور الدقيق للواقع والمستقبل، وتوقع الأحداث التي من الممكن أن تتزامن مع ذلك الواقع، والإعداد للطوارئ بالتحديد المسبق لما يجب عمله، والكيفية التي يتم بها هذا العمل، والوقت المحدد لها، والإمكانات المادية والبشرية اللازمة لذلك، كما نحن مطالبين أكثر من أي وقت سابق للتوافق والوحدة والتنسيق المترابط بين الجهود المختلفة التي تبذل لإدارة الأزمات العربية، بتحديد الأعضاء الموكلة إليهم الأعمال الخاصة بمعالجة الأزمات، والمهام المرتبطة بذلك، والهيئات الخارجية المساندة.

إن قيادة المنظمات والمؤسسات العربية مطالبين لنجاح التعامل الفاعل للتغلب على كل الأزمات أن يتم ذلك من خلال معالجة كل الأمراض التي عصفت بواقعنا وسوء الإدارة، وأن يكون هناك نية حقيقية شاملة لعملية الإصلاح الإداري،  وتسخير مقدرات المنظمات والمؤسسات لصالح اكتساب المعرفة، وزيادة المهارة، وتطوير القدرة على التعامل مع الأزمات المختلفة.

إن وجود ثقافة تنظيمية متجنبة للأزمات أو مستعدة لمواجهتها هي ثقافة قوية تولد مجالاً للقوة الاجتماعية مشحوناً بالطاقة تقوي العاملين وتدفع المنظمة نحو مواجهة الأزمات بكل قوة وفاعلية، فالقيادات العربية بالمنظمات التي تسود بها هذه الثقافة البناءة لديهم قدرة على تحمل المسئولية تجاه أنفسهم والعاملين بالمنظمة والمجتمع المحلي والبيئة المحيطة، ويستخدمون أساليب إدارية وقائية تحقق الاستجابة السلسة للأزمات في حالة وقوعها.

إن قيادة الأزمات تتطلب التعاطف والتماسك وتعميق هذه القيمة يساعد في تماسك المجتمع العربي من خلال التواد والتراحم والتواصل، والعمل على التوجيه والتناصح المتبادل والمكاشفة والوضوح وتبادل الرأي من منطق الحب المتبادل والحرص على المصلحة العامة بالمجتمع العربي قيمة ذات اعتبار من منطلق ثقافتنا العامة في بعدها الديني فالدين النصيحة ، والتناصح واجب ديني كما أنه واجب وظيفي يجب أن يتحلى به ويؤديه قادة المنظمات وأفراد المجتمع.

إن عيون الأفراد في المجتمع العربي ترنو لمعالجة حقيقية للأزمات كافة من منظور بناء مجتمع متقدم يحقق الريادة ويتغلب على الأزمات كافة التي غرقت بها المنظمات العربية وأصبحت في سبات عميق، إن الأمل المنشود يتعاظم برغم من ضباب كثيف يسود أجواء البيئة العربية، هو بحاجة إلى قيادة حقيقية للخلاص.. قيادة الأزمات. . قيادة استراتيجية.. قيادة حقيقية وحسب. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023