تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
2019م.. لتكن جامعاتنا العربية نافذة الأمل والتغيير
نشر بتاريخ : 1/15/2019 6:31:39 PM
فادي محمد الدحدوح
      
بقلم: فادي محمد الدحدوح

انطلقت شمس 2019، وأفئدة المجتمعات العربية ترنو لفجر مشرق يزيل ضباب عمر طويل من الألم والجراحات ونزيف مستمر من التراجع.. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال بحث علمي موجه بكافة مناحي الحياة، ولعل مؤسساتنا العلمية وركيزتها مؤسسات التعليم العالي تعد حلقات الترابط في مشروع من الثقافة الشمولية الكونية. ولا تكتسب الجامعة لقبها كمؤسسة تعليم عالي، كونها تقدم تعليما يلي تعليم آخر، وإنما هي أعلى في كونها تلامس ينابيع الإبداع في ذوات مريديها فتتعهّدها وتصقلها وتضفي إلى العلوم رصانة البحث.
 
تعتبر جامعاتنا العربية بمثابة المستهلك الأساسي للمعرفة الغربية، والتي تتمثل في كل أنواع العلم والتكنولوجيا والمجلات والدوريات المختلفة ودُور النشر، ومصادر جمع المعلومات وبنوكها وغير ذلك من الوسائل المعرفية الحديثة التي تعتمد عليها المؤسسات العلمية الجامعية الأكاديمية. حتى أن بعض الدول العربية والتي حظيت بمكانة علمية وتكنولوجية حديثا؛ تفتقد إلى السيطرة والتحكّم على وسائلها المعرفية وعمليات إنتاجها وتوزيعها.

إن وضع جامعاتنا العربية يتطلب من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات والطلبة جهدًا مميزًا للإستفادة بالحد الأقصى من عولمة العلوم والمعلومات ومصادرها، وبغير هذا فإن الهوة سوف تزداد بين من يملك ناصية العلوم والتكنولوجيا والمعلومات ومن لا يمتلكها. ويتطلب هذا أيضا إدراك المنظومة القيمية المتعلقة بحسن إدارة الوقت واستثماره وتعظيم الاستفادة منه.

إن مرحلة إنتاج المعرفة هي الأرقى من اكتساب المعرفة، حيث ينطوي إنتاج المعرفة على امتلاك الجامعات العربية القدرة على الإضافة إلى رصيد المعرفة الإنسانية الذي يعرفه جميع البشر ولهذا نتساءل: ما هو حال إنتاج المعرفة في الجامعات العربية في المجالات العلمية والتقنية، والأدبية والإنسانية والاجتماعية والفنية؟ 
نجد صعوبة في الحصول على معلومات حديثة ودقيقة ومتكاملة حول مُخرجات أنشطة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي العربي. غير أنه يمكن بشكل عام قياس مُخرجات البحث العلمي من خلال المنشورات العلمية، وبراءات الاختراع، والابتكارات وقد ذكر تقرير التنمية العربي وبعض الدراسات أن هناك فقراً في إنتاج الكتب في البلدان العربية مقارنة بعدد السكان، كما أن الأسواق تكاد تخلو من الابتكارات العربية، وهذا يشير إلى أن البحث العلمي في البلدان العربية لم يرقى بعد إلى مرحلة الابتكار التي تمكن من دخول مشارف اقتصاد المعرفة واطراد التنمية الإنسانية. 

إن مؤسسات التعليم العالي العربي مطالبة مع بداية السنة الجديدة أن تنطلق للدرجة الإبداعية، وتصبح قادرة على تنمية مهارات التعامل مع المستقبل، كمهارات التوقع، وتعني القدرة على التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، ومهارات التشارك، وهي عملية عقلية تؤدي إلى فهم واضح، مشترك وفعال للمشكلات، وبلورة نتائجها من خلال التعاون والتعاطف والتحاور، وهناك مهارات اقتحام المجهول التي تتمخض عن تدريب المتعلم على حل المشكلات، وألعاب المحاكاة، والخيال العلمي، والربط بين المعارف العامة والمهارات الفنية والمزاوجة بين الخبرة الشخصية والعملية والأكاديمية.

      إن صناع القرار في الجامعات العربية مطالبين بضرورة إدراك التحول في طبيعة المعرفة ومكانتها ودورها في المجتمعات المعاصرة، والعمل المكثف المتواصل على إصلاح مراكز صناعة وإنتاج المعرفة المتمثل في مراكز المعلومات والجامعات العربية بشكل خاص بما يضمن لها أن تكون مواكبة لعصر الانفجار المعرفي وتساهم في إنتاج المعرفة، كما يشمل ذلك عدم فصل عملية الإصلاح لمؤسسات التعليم العالي بالإصلاح الشامل في مجتمعاتنا، وفي هذا المقام نركز أكثر على إصلاح مراكز إنتاج المعرفة لما لها من أولوية في تصحيح وتطوير الرؤية والمسار المستقبلي للتعليم العالي. 

ولا بد إذن من الصدام الحضاري الإيجابي الذي سيؤدي بدوره إلى حوار يوصل إلى التجديد الذي ينعكس على بعث مجد هذه الأمة من جديد وإشراق دورها العلمي المعتمد على جذور حضارة غائرة في أعماق التاريخ.
وختاماً إن لم نسارع مع بداية السنة الجديدة إلى التوجه نحو وظيفة إنتاج المعرفة، فسيظل تعليماً قاصراً لا قيمة له في دفع حركة التنمية الوطنية إلى أفق عالمي. والمقصود بإنتاج المعرفة ليس المعرفة التقنية ذات الصلة بالطبيعة والعلوم الطبيعية فقط، ولكن إنتاج المعرفة في العلوم الإنسانية أيضاً أمر ضروري ومهم لأي نهضة أو تقدم. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023