تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
حالة البلاد: الاستفاقة ضرورة.. !!
نشر بتاريخ : 12/24/2018 12:48:36 PM
د. طلال طلب الشرفات

 بقلم: د. طلال طلب الشرفات

 

في التقرير الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي؛ برزت ملاحظات دراماتيكية تتضمن توصيفاً مخيباً للآمال لحالة البلاد الاجتماعية، والسياسية، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، وأن الحكومات عجزت عن تنفيذ الاستراتيجيات لعدم وجود خطط تنفيذية مرتبطة بجداول زمنية، وغياب العدالة، ومعايير الكفاءة، والرقابة والمساءلة، وأن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يأتي من خلال فهم موحد للمصلحة الوطنية وتحديد الأولويات.

 

علينا أن نعترف بحجم الأزمة التي تعتري المشهد الوطني، وعلينا أكثر إدراك مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الحكومة، والبرلمان، ومنظمات المجتمع المدني، والنخب الوطنية الصادقة المنتمية في المعارضة والموالاة على حد سواء، ففكرة كرة الثلج التي يقتات عليها حراك الرابع المفتعل، والمنفعل؛ لتعظيم حجم الأزمة الوطنية أضحت تنمو على فتات الخطاب المرتبك، والانقياد المحيّر لصراخ المراهقين الجدد، والرضوخ لمطالب لم تنتج عن قوة هناك بل ارتباك هنا.

 

فالأسلوب الذي يُدار به الحراك الأخير يثير القلق، وجملة من التساؤلات حول مدى شرعية استمراره في ضوء الاستجابة لمعظم المطالب، ومدى إمكانية وجود أيادٍ خفيّة تعبث في المشهد العام لاعتبارات داخلية انتقامية أو خارجية تآمرية. تساؤلات مشروعة ينبغي التوقف عندها كما هو حال المدافعين عن شرعية الحراك باعتباره يمثل ضمير الشعب، ومطالبه الحرَّة التي تتمثل في الشفافية، والمساءلة، والنزاهة، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد.

 

في ظني الأكيد أن مشروع قانون العفو العام كان ابتزازاً سياسياً من جهة، ورشوة سياسية من جهة أخرى؛ بطريقة بقي فيها بين اخذٍ وردّ إلى أن حسمت حكمة القيادة هذا الملف برؤية ثاقبة ترسخ أمن المجتمع واستقراره، والحوار الذي يجري في مضامينه ما زال يفتقد لسعة الأفق، والنضج، والرصانة، وفلسفة التشريع، وحكمة النص؛ بل إن بعض الذين يملكون الرأي فيه يفتقدون للخبرة، وتقدير المصلحة العليا للدولة الأردنية في هذا الشأن، وإن استمرار مشاريع العفو العام بهذه المطالبات العشوائية؛ سيؤدي لانهيار مفهوم الردع العام الذي يرافق العقوبة الجزائية.

 

الحكومة قدمت كل ما تستطيع تقديمه لمشروع قانون العفو وتعديلات قانون الضريبة، ونظام الخدمة المدنية، وقانون الكسب غير المشروع، والجرائم الالكترونية، وحق الحصول على المعلومة، واستعادة مطلوبين في قضايا فساد، ولكنها لم تكن موفقة في إدارة ملف هذه التنازلات، ونسيت أنها تواجه حراكاً لا رأس له، ولا مرجعية، حراكاً ما زال يخفي في ثناياه تساؤلات مرعبة، ونوايا مشفرة، وخطاب مبعثر عنيد لا يقف عند حدٍ.

 

في تسعينات القرن الماضي كنا شباباً في أحزاب المعارضة الوطنية، وكان حراكنا الوطني واضحاً، ومطالبنا راسخة وواقعية، وكان الحوار يتم مع شخصيات وطنية ناضجة تعي مضامين الاحتجاج، وحدود الحراك، وتدرك محددات الخطاب الوطني وأدبيات مقارعة السلطة، كانت الثوابت الوطنية واضحة المعالم، والحوار بمستوى الحدث، وهيبة الدولة ماثلة في أذهان الكافة، والاستقواء على الدولة مصطلح لا يقبل التفكير به مطلقاً.

 

الأزمة التي يشهدها الوطن أزمة سياسية بأدوات إدارية، والحل يكمن في إرادة سياسية ناضجة في الدوار الرابع، ومعالجة تنتقل من الرويَّة والتأنّي إلى الحسم في كل القضايا الوطنية الملّحة....!!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023