ندوه لحزب النهضه والعمل الديمقراطي في بلدة الجزازه جرش وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 5 -5 – 2024 "حماس": الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق الارصاد : انخفاض على الحرارة الاحد .. وزخات من المطر الاثنين من وزارة الخارجية للاردنيين في السعودية للمرة 36 في تاريخه.. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني قانوني : "أمن الدولة " تضرب بيد من حديد في تطبيق حرفية النص في قضايا المخدرات - فيديو استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف صهيوني شرق حي الزيتون بغزة جوجل تدفع لشركة آبل مقدار 20 مليار دولار سنويًا باستثناء سرطان الدم.. الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية لا يواجهون خطرا إضافيا للسرطان اليمن.. سيول جارفة تحاصر مواطني المهرة وتحذير من الساعات القادمة العثور على هيكل عظمي بمصر والامن يكثف التحقيقات الصحة العالمية: ألم أسفل الظهر المزمن سبب رئيسي للإعاقة! الحكومة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن وزارة التربية : إجراء اختبار وطني لطلبة الصف الرابع

القسم : بوابة الحقيقة
الاستشراق.. بين المفهومين “السعيدي” والرومانسي
نشر بتاريخ : 12/9/2018 12:08:27 PM
أ.د. محمد الدعمي


بقلم: أ.د. محمد الدعمي

أحاول في كتابي الجديد (باللغة الإنجليزية) The Orientalist Mind، “العقل المستشرق” أن أسحب خطا واضح المعالم بين الاستشراق كما رصده وبحثه الأستاذ الفلسطيني الراحل “إدوارد سعيد”، وأطلقت عليه تعبير “الاستشراق السعيدي”، من ناحية، وبين الاستشراق الذي أدرسه في الكتاب أعلاه، بوصفه استشراقا ليبراليا، رومانسيا يأبى الخضوع والانتظام في السياق الوظيفي الذي حدده سعيد، بالنظر إلى أنه استشراق لا مصلحي، وغير موظف لخدمة مشروع كولونيالي على العصر الذهبي للكولونياليات الأوروبية الذهبي الزائل.

لذا، فالتمييز أعلاه يمكن أن يعطي أكله، في نصوص الاستشراق، خصوصا العربي الإسلامي، بأقلام رجال أدب، من شعراء وكتاب نثر خياليين، لا صلة لهم بأي مشروع كولونيالي البتة.

وقد ساعد تخصصي الدقيق بالأدبين الإنجليزيين والأميركي في حملتي طوال أكثر من ثلاثة عقود للتنقيب عن النصوص التي يمكن أن تدرج تحت عنوان، سوى “الاستشراق السعيدي”. وقد وجدت ضالتي في نصوص لا يمكن للفكر العربي والإسلامي تجاهلها في صفقة تبادل فورية مع الاستشراق السعيدي. لذا، برزت أمامي نصوص توماس كارلايل Carlyleـ ووليام موريس Morris وهاريّت مارتنو Martinuea ، من بين آخرين، في بريطانيا الفكتورية، نماذج لا يمكن أن تمر، دون ملاحظة وتحليل كافيين. لذا، صدر كتابي الأول (بالإنجليزية) في نيويورك بعنوان (مرايا عربية وكهنة غربيون) سنة 2002، ثم (الاستشراق: الاستجابة الثقافية الغربية للتاريخ العربي الإسلامي)، بيروت، 2006.

الأساس في الكتابين أعلاه هو هذا التوق لعدم الانجراف في تيار تهمة، الاستشراق، خادما للإمبريالية، الجارف الذي أطلقه إدوارد سعيد (رحمه الله).

أما في كتابي الجديد المنتظر صدوره بالإنجليزية خلال أشهر بعونه تعالى، فأضطلع بتكريس منظوري أعلاه، من خلال انتقاء المزيد من النصوص الثقافية الدالة التي تؤيد صحة ما أذهب إليه، ليس في بريطانيا بناء الإمبراطورية فقط، ولكن كذلك في الولايات المتحدة الأميركية على عصر تأسيسها كجمهورية فتية تمثل “العالم الجديد”، ولكنها جمهورية ترنو إلى استلال كل ما يفيدها من كنوز وتجارب “العالم القديم”. وعلى هذا المبدأ، انطلق أبو الأدب الأميركي بتأليف تاريخ الإسلام والخلافة، تحت عنوان كتابه الفذ (محمد وخلفاؤه) بمجلدين كبيرين. ناهيك عن أعماله الأخرى عندما بقي في إسبانيا سفيرا للجمهورية الجديدة بمدريد.

والحق، فقد منحه البقاء في الأندلس فكرة نادرة، وهي أن دائرية الأرض لم تكتمل إلا بإبحار كولومبس (الأميركي الأول) إلى “العالم الجديد. ولكن من أين؟ من إسبانيا نصف مسيحية ونصف مسلمة ليغرز بيرقه على مرتفعات “العالم الجديد”، موهوما، حتى تلك اللحظة بأنه قد وصل الهند!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023