تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
ما هذا "التنخيب"؟!
نشر بتاريخ : 11/25/2018 9:02:30 PM
أ.د. محمد الدعمي


يدرك الذين درسوا الثقافة الغربية والذين تخصصوا في حقبتها الحديثة بخاصة، أن لفظ “نخبة” Elite إنما قد طفا على سطح هذه الثقافة (أو الثقافات) على مراحل التغير الجذري والمخاضات التاريخية.

لذا، كان اللفظ رديفا للثورات قبل كل شيء: ففي سنوات الثورة الفرنسية ظهرت “نخبة” الفلاسفة الذين مهدوا الطريق للثورة، زيادة على نخبة الموسوعيين Encyclopaedists.

أما خلال أعوام الثورة الصناعية في بريطانيا الفكتورية، فقد تم تقديم المكافئ الإنجليزي لذلك، بعد أن خص كبار الشعراء والناثرين باللفظ elite، باعتبار استجاباتهم للتغيرات الجذرية التي أدخلتها “الماكينة” عنوة على الحياة المدينية والريفية هناك، إذ استخدمها عمالقة الفكر، خاصة “ماثيو آرنولد” Arnold أداة للتمييز بين سواد الناس وبين العقول المتضخمة لهؤلاء المفكرين من مرهفي الحساسية وفطني الاستجابة القلمية.

وما لبث لفظ “نخبة” أن أخذ بالتوسع على نحو كبير عبر الاستخدام الإعلامي في العالم الغربي: فأصبح الحديث من “النخب السياسية” و”نخبة الأغنياء”، أي “نخبة أصحاب الثروات الكبيرة” ممكنا، بل إن الإعلام استمرأ إطلاق لفظ: نخبة”، كما نفعل في العالم العربي اليوم، على كل من هب ودب من كل مجموعة بشرية يراد لها البروز على السطح: فأمكن الحديث عن نخبة الفنانين ونخبة الفنون المسرحية ونخبة الرياضيين والمعلقين الرياضيين…إلخ، بل وحتى “نخبة الطهاة” في مطاعم المدن الكبيرة.

وكالعادة، كانت الاستجابة العربية لهذا الميل إلى “التنخيب” اندفاعية، متكهربة وأحيانا عمياء، خاصة وأننا لم نكن نرتكن إلى ما ارتكن إليه الروس عندما شخصوا النخب الذكية، ربما على أو بعد سنوات ثورة أكتوبر البلشفية، فأطلقوا عليها لفظ “إنتليجنتسيا” intelligentsia. وهكذا، ذهب الإعلاميون العرب بعيدا في توظيف لفظ “نخبة” للساسة ولساسة الصدفة ولشيوخ العشائر والقبائل وللفنانين، بل وحتى للمذيعين والمذيعات، متعدين حدود اللفظ المعقولة، ومتشجعين بالتعامي الغربي في هذا المجال.

وقد لاحظت، شخصيا، أن الجميع يريدون ركوب إحدى قوافل النخب: النخبة الغنية، أو نخبة الصيارفة و”نخبة الراقصات الشرقيات” وربما نخبة الكناسين والزبالين (مع الاحترام لجميع الحرف والأعمال الخدمية).

وهكذا، فقد “جاوز الظالمون المدى”، ثانية، درجة أن أحد أصحاب الثروات الأسطورية قد “زعل” لعدم ذكر اسمه بضمن نخب أصحاب الثروات الأسطورية، متناسيا أن الثروة تفرض على أصحابها واجبات وأعمال خير، هي اعتراف ضمني بأن “هذا من فضل ربي”، وليس من “فضل عرق جبيني”!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023