تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
جيش أوروبا!.. ماذا تقول؟
نشر بتاريخ : 11/16/2018 5:38:09 PM
أ.د. محمد الدعمي


لم تعد خلافات حكومات الدول الأوروبية مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بخافية على القاصي والداني: فهي تتجسد في انسحاب الإدارة الأميركية من عدد من المنظمات الدولية المشتركة، وفي ضغط، بل وإيقاف الإنفاق على برامج مشتركة، وأهمها تغطية تكاليف بقاء وتواصل حلف شمال الأطلسي، “الناتو”، ناهيك عن آخر كلمات ترامب المميتة لهذه الصلات العتيقة، متمثلة بالتعريفات الجمركية التي تفرضها وستفرضها الحكومة الأميركية على وارداتها المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي، مع ما وافق ذلك من إجراءات أطلق البعض عليها عنوان “الحرب التجارية”، مبررين.

لذا، لا ينبغي أن يستغرب المراقب الفطن أن تعمل دول أوروبا جاهدة على تحرير رقبتها من نير الهيمنة الأميركية التي لم تكن لتكون لولا هزيمة ألمانيا النازية، وبعد أميركا الجغرافي عما ألحقته الحرب العالمية الثانية بأوروبا الغربية من ويلات وخراب ودمار.

بيد أن الأخطر الذي يشم الزعماء الأوروبيون رائحته بتوجس وخوف بائنين، إنما يتمثل في مطالبة الرئيس دونالد ترامب بمقابل نقدي لما أتاحته المظلة النووية الأميركية من حماية لأوروبا الغربية طوال عقود الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشيوعي، ناهيك عن بقاء الوجود العسكري الأميركي في أوروبا حتى اللحظة على حافات الاتحاد الروسي الذي قد يتهدد دول أوروبا في أية لحظة، كما حدث لحظة اجتياح القوات الروسية شبه جزيرة القرم على حين غرة قبل بضع سنوات.

هذه هي الدوافع والإرهاصات التي حدت الرئيس الفرنسي الشاب، “إيمانويل ماكرون”، إلى الدعوة الصريحة، ولأول مرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، إلى تأسيس “جيش أوروبا”، لحماية “القارة العجوز” من أي تهديد محتمل من الصين وروسيا، بل وحتى الولايات المتحدة الأميركية!

قد يكون وقع هذه الألفاظ غريبا على أذنك، أخي القارئ، إلا أن هناك من المبررات الكثير مما أتوقعه من إعلانات فرنسية وألمانية، وإيطالية، بل وحتى بريطانية، تدعو إلى تحرير دول الاتحاد الأوروبي التي تحولت المظلة النووية الأميركية من سبب اطمئنان وشعور بالاستقرار بالنسبة إليها، إلى عبء ثقيل لا بد من التخلص منه! وهكذا، يتقلب مسار التاريخ، رأسا على عقب، في أحيان كثيرة، خصوصا وأن زعماء دول الاتحاد الأوروبي يشعرون بأنهم لا يمكن أن يبقوا شعوبهم ومستقبلها على “كف عفريت”، عفريت يصعب التكهن بما سيفعله في أية لحظة. وإذا كانت هناك أصوات أوروبية داخلية تحاول تذكير الولايات المتحدة بتحالفها العسكري مع مغامرات واشنطن هنا وهناك، فإن هذه “التذكيرات” لا يبدو بأنها ستكون فاعلة مع إدارة أميركية باقية لما لا يقل عن عامين آخرين على سدة الحكم، وهي إدارة تريد أن “تقبض” مقابلا ماديا حيال كل ما يمكن أن للولايات المتحدة أن تقدمه. لذا، لا تكون إشارة “ماكرون” بضرورة حماية أوروبا نفسها، كتلة، ضد أية قوة خارجية، حتى الولايات المتحدة، بإشارة مستغربة الآن.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023