تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
“الحريم” في العقل المستشرق
نشر بتاريخ : 10/21/2018 12:49:19 PM
أ.د. محمد الدعمي

بقلم: أ.د. محمد الدعمي

 

للمرء أن يزعم دون تردد أن لفظ “حريم” العربي كان، منذ العصر الوسيط، من أكثر الألفاظ المستعارة للغات الأوروبية من اللغة العربية، استقطابا للدلالات والمعاني، خصوصا المسيئة للعرب وللإسلام. لا يكمن الخلل، بطبيعة الحال، في اللفظ ذاته: إنما هو يكمن في قيمته الرمزية المعبرة لوضع المرأة العربية أو المسلمة سلبا في مجتمعاتنا.

 

عندما استعار العقل الاستشراقي اللفظ، فقد حوره لفظا وصوتا، فصار Harem، تلك الكلمة المثقلة بالدلالات المسيئة أعلاه، إلا أن استقطاب الكلمة لدلالات سلبية إضافية مافئ وأن تضاعف مع بداية العصر الذهبي للكولونياليات الأوروبية (البريطانية/الإسبانية/الفرنسية والإيطالية). ومرد ذلك هو شعور العقل المستشرق القادم من الأصقاع الشمالية المتجمدة بأنه عندما يلج الأقاليم الشرقية الدافئة، فهو إنما يعود لدفء المرأة، أو إلى أحضان الأم أو الزوجة: لاحظ أن الشاعر الأميركي “وتمان” Whitman عد الشرق “بيت الأمومة” House of Maternity، بينما اعتبر هو أن الشرق إنما يشكل “رحم التاريخ”Womb of history، موظفا لغة مشحونة بمعطيات “عقدة أوديب” بعد أن استعارها سيجموند فرويد، من مكتشفها ليرمز إلى حنين الرجل للأم والأمومة.

 

وإذا كان الاستشراق الرومانسي قد باشر تأنيث الشرق بهذه الطريقة الرقيقة، والرافعة من شأن الأنثى، فإن الاستشراق المحترف، أي الموظف من قبل الإدارات الكولونيالية في لندن أو باريس، من بين سواهما، قد باشر حملة “تأنيث الشرق” بطريقة تفسح المجال لاستخدامه واستغلاله على نحو لا يخلو من ميل الرجولة لفرض هيمنتها على الأنوثة الراضخة أو “السكونية”. لهذا السبب، لم يتأخر ضباط الاحتلال الكولونيالي، من بين سواهم من الإداريين الإمبرياليين، في التظاهر بالدفاع عن المرأة الشرقية، وضد من؟ أقول ضد الرجل الشرقي النزق والاندفاعي والعصابي، وحماية لها منه، كما تم تصويره خطا ومبالغةً!

 

لذا، أصر الجنرال نابليون بونابرت Bonaparte على إتخاذ خليلة حسناء له، بعد احتلال مصر، إذ كانت فكرة الهيمنة على خليلته المسكينة هذه (فاطمة) إنما ترمز للهيمنة على بلاد عظمى، كبلاد النيل. أما المنقب الآثاري الأكثر شهرة “ليارد” Layard، صاحب كتاب (نينوى وأطلالها)، فقد تعمد معاقبة كل رجل وظفه من سكان المنطقة الريفية العاملين لديه في الحفريات، جسديا إذا ما اشتكت زوجته أو ابنته منه، على أن يجري العقاب المهين علنا أمام سكان القرى المجاورة. وهكذا، حرص ضابط الاحتلال والمنقب الآثاري، من بين آخرين، على تقديم صورة لمجتمع الدولة الاستعمارية “كحامٍ للمرأة” ومدافع عن حقوقها.

 

بل، إن هذا بالضبط ما فعله الأميركيون حال احتلال العراق، أي عندما فرضوا على “القيادات الجديدة” التي قدمت على دباباتهم تعيين نسبة لا تقل عن الربع 25% للنسوة في أي مجلس حكم أو برلمان أو إدارة، جزءا من هذه الحملة لتصوير “الرجل الأشقر الطويل” إنسانا أكثر إنصافا بالمرأة وبحقوقها. وهذا الادعاء بـ”رحمة” المرأة والحرص على حقوقها لا يختلف كثيرا عما فعلته الإدارة الإمبراطورية البريطانية في الهند عندما منعت الهندوس قانونا من ممارسة عادة الـ”"Satee أي حرق الأرملة ذاتها طوعا، جزعا على زوجها حين تحضره المنية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023