ندوه لحزب النهضه والعمل الديمقراطي في بلدة الجزازه جرش وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 5 -5 – 2024 "حماس": الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق الارصاد : انخفاض على الحرارة الاحد .. وزخات من المطر الاثنين من وزارة الخارجية للاردنيين في السعودية للمرة 36 في تاريخه.. ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني قانوني : "أمن الدولة " تضرب بيد من حديد في تطبيق حرفية النص في قضايا المخدرات - فيديو استشهاد فلسطينية وطفليها بقصف صهيوني شرق حي الزيتون بغزة جوجل تدفع لشركة آبل مقدار 20 مليار دولار سنويًا باستثناء سرطان الدم.. الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية لا يواجهون خطرا إضافيا للسرطان اليمن.. سيول جارفة تحاصر مواطني المهرة وتحذير من الساعات القادمة العثور على هيكل عظمي بمصر والامن يكثف التحقيقات الصحة العالمية: ألم أسفل الظهر المزمن سبب رئيسي للإعاقة! الحكومة: قانونا الأحزاب والانتخاب ترجمة لتطلعات المواطن وزارة التربية : إجراء اختبار وطني لطلبة الصف الرابع

القسم : بوابة الحقيقة
هل عرفت العربية علامات التنقيط!
نشر بتاريخ : 8/26/2018 11:28:09 AM
أ.د. محمد الدعمي

بقلم: أ.د. محمد الدعمي

 

 

إنه لمن السذاجة بمكان أن يروج البعض في عالمنا العربي (بفئاته الأكثر تعلما ومعرفة) بأن اللغة العربية لم تكن تعرف ما يسمى بــ “علامات التنقيط”، خطأ، أي Punctuation Marks، حتى بدايات العصر الحديث، أي بعد حصول الاحتكاك بالثقافات الأوروبية المدونة، خاصة مع مد حركة الترجمة والتعريب على عهد محمد علي باشا، راعي التحديث والتقدم في مصر.

 

وللمرء أن يؤشر خطأ شائعا آخر مفاده أن علامات التنقيط أعلاه لا تتجاوز دورا تجميليا تزويقيا، ديكور، يوظفه الكتاب لمنح نصوصهم شيئا من الجمالية، فيا للجهل والتسطيح المرعبان.

 

ويغيب على بال أفراد الفريقين الواهمين أعلاه أن هذه العلامات (في جوهرها) إنما هي أداةً أساس لتجسير الفجوة بين اللغة الشفاهية المتداولة صوتيا، من ناحية، وبين اللغة أو النص المتداول، مكتوبا، من الناحية الثانية، بمعنى أن هذه العلامات إنما هي بدرجة من الأهمية أنها تغير المعنى، بل وتقلبه رأسا على عقب (إن شئت) إن لم توظف بروية ومعرفة.

 

أما هؤلاء الذين يعدون العلامات مجرد “ديكور” تزويقي، فإنهم يفضحون أميتهم وجهلهم باستعمالها بهذه الطريقة وعلى نحو مفرط يستدعي التندر: أي باستعمال فوارز ونقاط عديدة في سطر أو جملة واحدة وعلى نحو مضحك.

 

إن دليل تنبه العرب الى أهمية هذه العلامات (برموز خاصة بلغتهم، وليس بالرموز الأوربية المعروفة الآن) في عصر مبكر قد يعود الى أبي الأسود الدؤلي الذي أطلق علم النحو، وقد شمل ملاحظة الحاجة الى استعمال النقاط على، وتحت الحروف، بعدما كانت تكتب النصوص دون تنقيط، الأمر الذي أدى الى الكثير من اللغط والخطأ، بين المسلمين الأعاجم.

 

بيد أن احتمال أن تكون الثقافة العربية الإسلامية قد سبقت الثقافات الأوروبية بتوظيف علامات التنقيط إنما هو احتمال قوي يمكن أن يرد الى أسباب دينية تتعلق بعلم التفسير. وأبرز الأدلة على ذلك ظهور “التجويد” و”الترتيل”، وطرائق القراءة المتعددة للقرآن الكريم، الذي لا يمكن أن يفهم دون ملاحظة قارئ التلاوة لمواضع التوقف ولأطوالها، زد على ذلك مواضع الضغط الصوتي Stress ومؤشرات صعود ونزول النبرة عند نهايات الجمل الأمرية أو الخبرية أو الاستفهامية.

 

لذا، لم يوظف العرب والمسلمون ذات علامات التنقيط المستعملة في اللغات الأوروبية، وإنما هم ابتكروا واستعملوا من هذه العلامات ما هو أكثر تعقيدا وتأشيرا للمعنى، أي أنهم عدوا هذه العلامات مرتكزا مهما لإكمال المعنى. وهذا حسب دلائل التاريخ ليس بموضوع “كمالي” ولا جمالي، لا مجد، وإنما هو موضوع متواشج مع إيصال معنى الآي الكريم إلى المستمع أو القارئ على نحو دقيق، لا مجال فيه للتأويل أو للخطأ في أغراض الدلالة!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023