تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
رفقاً بــ"الألفيين"
نشر بتاريخ : 8/24/2018 10:15:29 AM
أ.د. محمد الدعمي

بقلم: أ.د. محمد الدعمي

 

 

تنساب الأجيال، جيلاً بعد جيل، داخل تيار الزمن على نحو متداخل، اشبه بتيارات الموائع، كالماء والهواء، فلا يفصل جيل عن الجيل الذي يليه خط، وإن كان خطاً افتراضياً. لذا، يعترض البعض على عناوين من نوع جيل الستينات، أو جيل السبعينات، وهكذا، بوصفها عناويناً مفتعلة، لا صلة لها بالواقع السائل للزمن، أو للأحداث التي تجري داخل الزمن.

 

إلا أن الأميركان، بما عرف عنهم من ولع في “التصنيف” والعزل بين “الأصناف”، قد إبتكروا عناوين تستحق الملاحظة في سياق ماجاء في أعلاه: وقد ذهب البعض منهم الى إبتكار عنوان “الألفيين” Millennial، بمعنى هؤلاء الأفراد أو الجماعات “الجيلية” التي رأت النور بعد بداية الألفية الثالثة التي نحيا سنيها المبكرة حتى هذه اللحظة. والغريب في ذلك هو أن المرء ليضطر للشعور بثمة حاجز عال، فاصل بين أجيالنا السابقة لبداية هذه اللفية، من ناحية، وبين الأجيال التي ولدت بعد بدايتها. وإذا كنا ننظر بعين “الإستصغار” لمن ولد بعد سنة 2000م، باعتبارهم مازالوا فتية صغاراً، بلا خبرة ولا معرفة ولا تجربةـ إلا أن علينا الحذر من حال التمادي بالنظرة الدونية “للألفيين”. وهو ما يذكرني بحكمة منسوبة للإمام علي بن أبي طالب (رض): “لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فهم مخلوقون لزمان غير زمانكم”. وقد كانت لهذه الحكمة أصداء في التراث العربي الشعبي، إذ يقول المثل الشعبي “إن كبر إبنك، فتآخى معه”.

 

هذا هو دواء ناجح لهؤلاء من كبار السن الذين يخصون الشبيبة والنشء بنظرة دونية، دون معرفة كافية بما مروا به من تجارب ومحكات، لم يمر بها “الختيارية” من أمثالنا: فاذا كنت تشعر بالألم لأن الفرد الألفي لم يسمع، على سبيل المثال، بتأميم قناة السويس، أو بالحربين العالميتين الأولى والثانية، فلا تسمح لنفسك أن تأسى على جهل الألفيين، على نحو تعميمي جارف: فقد تكون معارفهم في حقول أخرى أكثر من معارفك، وتجاربهم مع مبتكرات الألفية الثالثة أغنى بكثير من تجاربك! هذه هي “سنة الأزل”، لأن الأجيال تتناوب تترى على معارف العصور التي تحياها، كما كنا نشعر بثمة فجوة تفصل بين ذهنياتنا (التقدمية) وبين تقاليد تفكير آبائنا وأجدادنا (الرجعية).

 

وهكذا يجري الزمن بلا توقف، ومعه تجري المتغيرات والأفكار والمسلمات، الأمر الذي يفسر، على سبيل المثال، إخفاقك، أيها الختيار المحترم، في استخدام الهاتف الذكي، كما يستخدمه حفيدك بكل دقة وسرعة وكفاءة.

 

وعلى المرء أن يتذكر جيداً بأن ركب الحياة إنما يسير، وأنه لابد أن يفصل بين القديم والجديد، بين الرجوعي والتقدمي. لذا، لا داعي للاستخفاف بالشبان وعدم معرفتهم بما مر بك من أحداث ومتغيرات. هذا هو ناموس الحياة!

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023